(كيف) : وهذا هو التفويض المطلق في إسناد العلم لله وحده في هذا الأمر الخطير كما بين هذا التفويض المطلق سفيان بن عيينة بقوله: (( كل ما وصف الله به في كتابه، فتفسيره قراءته لا تفسير له غيرها ) ). ولم نتكلف ذلك لأنه غيب لا مجال للعقل في إدراكه، والعبارة الجامعة في هذا المعنى التي أجمع عليها السلف والخلف (( إثبات من غير تشبيه، ونفي من غير تعطيل ) )لقوله تعالى:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]
فإذا كان الله تعالى: سيقعد معه نبيه يوم القيامة على الكرسي، وهذا ه والمقام المحمود، فمعنى هذا أنه يقول: الله الآن قاعد على الكرسي-والعياذ بالله- تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
فإذا أردتم للدعوة السلفية الفوز في مهمتها، وأرجوا أن تكون باقتفاء أهل السنة والجماعة، أو باسم إحياء السنة المحمدية تمشيا من الأثر الوارد في ذلك: (( من أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبي كان معي في الجنة ) ).
لابد من تحذير المسلمين من أن ينسبوا التجسيم للدعوة، وبيان أن الداعين إليه هم الحشوية المتحنبلة المجسمة.
ما أحوج المسلمين في هذا العصر بالذات إلى التعارف والتآلف، والتعاون في نشر الدعوة الإسلامية تحقيقا لتعاليم الإسلام، وامتثالا لأوامر الملك العلام: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108] .
إننا نطالب الحشوية الحنبلية، وبكل إلحاح أن يوردوا لنا دليلا واحدا من كتاب أو منة يفيد أن الله تعالى يجلس على الكرسي، حتى يجلس معه يوم القيامة نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم.
وما ورد في كتاب البيهقي [الأسماء والصفات ص 294] قوله: فأما ما أخبرنا به أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد محبور الدهان، قال: أنا