(قلت) : وروى حديث يزيد بن رومان المجد أبو البركات عبد السلام ابن تيمية في كتابه (المنتقى من أخبار المصطفى جـ 1 ص 544) رقم الحديث 1231 (( ولمالك في الموطأ عن يزيد بن رومان قال: كان الناس في زمن عمر يقومون في رمضان بثلاث وعشرين ركعة ) )وهذا مما يدل على أنه يقول بصلاة التراويح عشرين ركعة، والوتر ثلاث، لأنه ذكر في مقدمة الكتاب قوله: (( هذا الكتاب يشمل على جملة من الأحاديث النبوية التي ترجع أصول الدين إليها، ويعتمد علماء الإسلام عليها ... ) ).اهـ.

قلت: ومما يدل على أن حديث مالك هذا الذي رواه يزيد بن رومان مرسل، ما قاله الإمام السيوطي في (إسعاف برجال الموطأ) : - (( يزيد بن رومان الأسدي: أبو روح المديني عن ابن زبير، وأنس, وعدة وعنه مالك, وابن إسحاق وثقه النسائي, وابن معين، وابن سعد, وكان عالماً كثير الحديث, مات سنة ثلاثين ومائة ) )اهـ.

(قلت) : واستشهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في غرة المحرم سنة أربع وعشرين، ومحال أن يكون يزيد بن رومان قد أدركه لذا كان حديث مالك هذا مرسلا لأنه سقط من سنده الصحابي.

وبما تقدم فقد استبين لنا أنه لم يرو محدث واحد أن صحابيا واحدا ذكرا كان أو أنثى أنكر على عمر أو على علي رضي الله عنهما، صلاة التراويح عشرين، وعدم الانكار موجب للقول بالإجماع، وإن قيل الإجماع لا يصح بدون دليل من كتاب أو سنة، فما هو الدليل؟ هو قوله عليه الصلاة والسلام:

(( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ ) ).

أخرجه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، والترمذي، وصححه الحاكم، وقال على شرط الشيخين: وهذا هو الأصل الذي اعتمد عليه عمر في صلاة التراويح عشرين ركعة - والله أعلم -