فهرس الكتاب
الصفحة 301 من 332

(قلت) : ومما يدل أيضا على أن الألباني غير ملم بعلم الحديث أنه لم يترك قولي أحمد بابن خصيفة، فقد اتفق المحدثون على أن المعدل إذا نقل عنه قولان في راو أحدهما وثقه به، والثاني جرحه به، ولم يعلم أيهما المتقدم على الآخر، وجب التوقف، وحينئذ ينظر، فإذا ووثقه أحد من العلماء غيره فيعمل بحديثه، وإلا فالتوقف واجب، وهذا ما عليه عامة المحدثين، لذا وجب أن يكون حديث ابن خصيفة هذا صحيحا لأن صفته في التعديل (( حجة ثقة مأمون ) )وهذه الألفاظ من الجرجة الأولى من مراتب التعديل عند الذهبي، وغيره، ولذا أخذا الأئمة بهذا الحديث كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى، ما عدا الإمام مالك، فقد روى عنه قولان.

قال ابن عبد البر: وروى الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن السائب ابن يزيد قال: (( كان القيام على عهد عمر بثلاث وعشرين ركعة ) )قال: هذا محمول على أن الثلاثة للوتر، ثم أورد حديث علي رضي الله عنه أنه (( أمر رجلا أن يصلي بهم رمضان عشرين ركعة ) )كما روى حديث الأعمش (( كان عبد الله بن مسعود يصلي لنا في شهر رمضان عشرين ركعة ويوتر بثلاث ) )ثم أخذ بعد أسماء من قال به من التابعين، فذكر منهم (شتير بن شكل، وابن أبي ملكية، والحارث الهمداني وعطاء بن أبي رباح، وأبا البحتري وسعيد بن أبي الحسمن البصري: أخو الحسن، وعبد الرحمن بن أبي بكر وعمران العبدي ... ) وقال ابن عبد البر: وهو قول جمهور العلماء، وبه قال الكوفيون، والشافعي، وأكثير الفقهاء، وهو الصحيح عن أبي بن كعب من غير خلاف من الصحابة )) . اهـ.

(قلت) : وهذا إجماع من الصحابة الكرام على أن صلاة التراويح عشرون ركعة، لثبوت عدم الخلاف فيها من واحد منهم، ولكن تستبين مخالفة الألباني لما أجمع عليه المسلمون، فإليك ما ذكره أئمة أهل السنة والجماعة في هذه السنة الكريمة مبتدئين بالمذهب المالكي، ثم الحنفي، ثم الشافعي، ثم الحنبلي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام