إلا أنفسكم، وما تُغيبون إِلا أخلاقكم. أئمة الاسلام، ومن خيرة الأنام: أبو حنيفة النعمان، ومالك والشافعي وأحمد رضوان اللَّه عليهم أجمع. لا تزنون لهم قولاً بميزان شرعكم، ولا تحوشون عن مقالة السوء فيهم شراركم. فهل ترضون مسبّة آبائكم وأجدادكم؟ فكيف ترضونها لأعمدة الاسلام. ألم تسمعوا قول الرسول عليه الصلاة والسلام:"اذكروا محاسن موتاكم"فيا حشوية الحنبلية الذين تدعون السلفية عقيدة وعملاً فهل كانت عقيدة محمد صلى اللَّه عليه وسلم أن ربّه تكلم بالقرآن بالحروف والأصوات وهل كانت عقيدة محمد صلى اللَّه عليه وسلم أن ربه محصور بالسماوات؟ وهل كانت عقيدة صلى اللَّه عليه وسلم أن ربّه ينزل ويصعد كل ليلة بذاته، وأن له وجهاً زائداً على الذات؟ وهل كانت عقيدة محمد صلى اللَّه عليه وسلم أن ربّه يجلس على فراش من ذهب، وشعر رأسه أجعد وقطط؟ وهل كانت عقيدة محمد صلى اللَّه عليه وسلم أن ربّه يجلس على العرش، وقد أسند ظهره إليه، والكرسي موضع قدميه؟ وهل كانت عقيدة محمد صلى اللَّه عليه وسلم أنه كتب التوراة بأصابعه، وكان موسى يسمع صرير القلم ... ؟ الخ ...

ما سمعناه من أفواه الحشوية الحنبلية في البلاد الشامية، الداعين للسلفيّة، وما قرأناه في كتب أسلافهم القدامى، فكم من باطل سربلتموه بلباس الحق، وكم من فرية ألصقتموها بالصحابة وأتباعهم مضادة للصدق، وكم حذرتم وأنذرتم وكفّرتم، وتوعّدتم المسلمين الآمنين المسالمين. الذين لم يقولوا ببدعتكم، ولم يمالقوا سفهاءكم، ...

فاللَّه اللَّه) يا أهل الإنصاف، ويا رجال الدين الأشراف ممن يسكنون بلاد اللَّه الواسعة، وممن ينتسبون إِلى السلفية المعاصرة (إِخواننا في اللَّه، وفي العقيدة) قد ظهرت في بلادنا الشامية طائفة تدعو إِلى السلفية ونهجها اعتناق العقيدة الحشوية الحنبلية، وتبديع أهل السنة والجماعة، لذا رأيت من الواجب عليّ إحقاقاً للحق الذي أمرنا بقوله، ودمغاً للباطل الذي نهينا عن العمل به، أن أضع بين أيديكم (علماء الأمة الإسلامية، وعلى الأخص علماء الجزيرة العربية) كتابي هذا لمطالعة (ما فيه ومدارسته) لعلكم تنصفون أهل السنة والجماعة، في عقيدتهم السلفية، كما أنصفتكم