أعيننا على التوحيد الخالص بعد أن كانت مغمضة الأجفان، وأعاد للإِنسانية كرامتها بعد أن كانت عبدة أشخاص، وأصنام وأوثان. فيا أيها (الإِخوة السلفيون) والحشوية الحنبليون لقد بيّنتُ لكم في كتابي هذا عقيدةَ أهل السنة والجماعة. بالأدلة الصحيحة المقنعة، وقد أمرنا اللَّه بتبيان ذلك لأن الشهور تعرف بالأهلة. والعقيدة تعرف بالأدلة، ولولا البيان لما نزل القرآن، ولولا الدين لما بَعث اللَّه الأنبياء والمرسلين، فالدين بدون بيان، وعلى الأخص العقيدةُ أعزل، والقلمُ بدون سِنٍّ مِغْزَل. فكونوا جميعاً طلابَ حقّ، وطلاب الحق ضيوف اللَّه. واللَّه تعالى هو الحقُّ المبين، والدليل القاطع الذي تأخذون به هو عقيدة السلف الصالح. التي هي كالسيف المسلط على رقاب الجهلة الضالين المضلين. قال الأصفهاني بالدليل،"به يُفك العلمُ وينُشر، وبهِ يُبصر الحق ويُقشر، ومَثَلُ العلم للبرهان، كمثلِ المصباح والأدهان، والحجةُ للأحكام كالعِماد للخيام، والعهاد للهيام، ومثل المقلدين بين يدي المحقق مِثلُ الضرير بين يدي البصير المحدق، كالميْتةِ والمشويّ. ما المقلد إِلا جمل مخشوش له عمل مغشوش، قُصاراه لوحٌ منقوش، يقنع بظواهر الكلمات، ولا يعرف النور من الظلمات، شُغْلُه نقل المنقل عن نخبة العقل. فما أسعد من هُديَ إِلى العلم، ونزل رباعه، وأُريَ الحق ورُزق أتّباعه. إِلزمْ اليقين تكنْ من المتقين، وأعلم وأعرض عن الجاهلين. وأعمل فنعم أجر العاملين"أهـ.
فيا أخوة السلف) الكرام أصحاب العقيدة السليمة، دعونا من القيل، والقال، وقساوة القلب والكبر، والغلظة والخصام. فالدين يجمع ولا يُفرق. ويوحّد ولا يُشتّتُ. ويرقع ولا يمزق، فندعوكم إلى جمع الكلمة ولم الشمل. أمّا أنتم فيا أيها الحشوية الحنبلية في البلاد الشامية كفاكم شن الغارات على أهل السنة والجماعة بعاديات الأهواء، وكفاكم شموخاً بأنوفكم حتى السماء، مع أنكم لا تملكون حتى ولا دليلاً واحداً يُؤيد مدعاكم فيما تُبدّعوننا فيه، ونحن نملك كُلَّ دليل كان عليه السلف ونسير عليه، وسترون هذا بأم أعينكم وتقرؤونه بألسنتكم، وتُطبق على صحته عقولكم، لذا نحذركم، الطّعن ومقالة السوء بعلماء أهل السنة والجماعة، فما تطعنون