(( كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، ويتخذها الناس سنة إذا ترك منها شيء قيل: تركت السنة، قالوا: ومتى ذاك؟ قال: إذا ذهبت علماؤكم وكثرت قراؤكم، وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الدين ) ).
قال الألباني: وهذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، وصدق رسالته، فإن كل فقرة من فقراته قد تحقق في هذا العصر، ومن ذلك كثرة البدع، وافتتان الناس بها حتى اتخذوها سنة، وجعلوها دينا يتبع، فإذا أعرض عنها أهل السنة حقيقة إلى السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم قيل تركت السنة! وهذا هو الذي أصابنا نحن أهل السنة في الشام حينما أحيينا سنة صلاة التراويح احدى عشرة ركعة، مع المحافظة فيها على الاطمئنان والخشوع، والأذكار المتنوعة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم بقدر الإمكان، الأمر الذي ضيعته جماهير المحافظين على صلاتها بعشرين ركعة، ومع ذلك فقد ثارت ثائرتهم، وقامت قيامتهم حينما أصدرنا رسالتنا صلاة التراويح لما رأوا فيها من تحقيق.
1 -أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل التراويح أكثر من احدى عشرة ركعة.
2 -وأن عمر رضي الله عنه أمر أبيا وتميما الداري رضي الله عنهما أن يصليا بالناس التراويح احدى عشرة ركعة وفق السنة.
3 -وأن رواية أن الناس كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رمضان بعشرين ركعة رواية شاذة ضعيفة مخالفة لرواية الثقات الذين قالوا: احدى عشرة ركعة، وأن عمر رضي الله عنه ما أمر بها.
4 -وأن الرواية الشاذة لو صحت لكان الأخذ بالرواية الصحيحة أولى لموافقتها للسنة في العدد.
5 -وأنها لو صحت أي رواية عمر لم يلزم من ذلك التزام العمل بها.
6 -وبينا فيها أيضا عدم ثبوت العشرين عن الصحابة الأكرمين.