فالأصل سنة، والكيفية حادثة )) وأول ما زيدت الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بعد كل أذان على المنارة في زمن السلطان المنصور بن الأشرف، في شعبان سنة احدى وتسعين وسبعمائة (من شرح الأذكار للنوي لابن علان الجزء الثاني عند الكلام على الأذان) .
واللجنة لا ترى في التشدد لمنع هذا وجها، إذ الأمر لا يخرج عن كونه صلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وزيادة في التنويه عليها )) . اهـ.
(قلت) : وأي تنويه أعز على القلوب المفعمة بمحبة رسول الله من سماع الصلاة عليه في المآذن بعد ذكر الله؟ إنها صلاة عزيزة على النفوس المؤمنة بقدر ما يعز عليها رسول الله ذاته، ألا ترى المؤمنين، وهم مقبلون على بيوت الله، حينما يسمعون الصلاة عليه بعد الأذان، يرددون الصلاة على نبي الرحمة، وقد انفرجت وجوحهم وتهللت بنور الإيمان، هذا عدا عن الثواب العظيم الذي ينالونه في كل صلاة عليه.
جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه (جـ 11 ص 2755) حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عبد الله بن هبرة، عن ابن مريح: مولى عبد الله عمرو، أنه سمع عبد الله بن عمر يقول:
(( من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة ) )بسند صحيح.
إن المؤذن حينما يرفع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، يذكر الناس بالصلاة عليه، كما يذكر الناس بالاقبال على الصلاة، والذكرى تنفع المؤمنين، وأي نفع للمؤمن أكثر من الصلاة على نبيه مرة فيجازيه الله عليها بأن يصلي عليه هو وملائكته سبعين مرة، وكلنا يعلم أن الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، وما أحوج المؤمن لرحمة الله، واستغفار الملائكة له.