المغرب لقصر وقتها في عام أحد وتسعين وسبعمائة، أحدثه المحتسب نور الدين الطنبدي، واستمر إلى الآن.
وقد اعتبر علماء المذهب الشافعي أنه بدعة حسنة ونصوا على ذلك بقولهم: (( ويسن لكل من المؤذن، وسامعه أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من الأذان للحديث الذي رواه مسلم(جـ 1 ص 288) (( حدثنا محمد ابن سلمة المرادي، حدثنا عبد الله بن وهب عن حيوة، وسعيد بن أبي أيوب، وغيرهما عن كعب بن علقمة، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله عمرو بن العاص، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(( إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله بها عليه عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجوا أن أكون أنا، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ) ).
قال علماء الشافعية: ويقاس المؤذن على السامع في الصلاة، وهذا هو مذهب علماء الأحناف وغيرهم.
قال العلماء: إن قوله صلى الله عليه وسلم: (( ثم صلوا علي ) )ورد بصيغة الأمر والجمع فيدخل في الجمع المؤذن، ولم يرد دليل يخرد المؤذن من الصلاة عليه، لذا كان من المندوب أن يصلي المؤذن عليه بعد الانتهاء من الأذان، وإن قيل لا يعلم عن واحد من السلف فعله، يقال: نفي العلم لا ينفي الوجود، وقد أمر الرسول بها فتكون مندوبة، إن لم نقل واجبة.