فهرس الكتاب
الصفحة 273 من 332

والجزيرة، والموصل، واليمن، وافريقية، والمغرب، والاندلس، وجروا على إقامة المراسيم بما ابتدعته الدولة الفاطمية بمصر مع كثير من التصرف، والافتتان في الكميات والكيفيات )) . اهـ.

وذكر العلامة السخاوي في كتابه [التبر المسبوك في ذيل السلوك ص 13] (( ولا زال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده صلى الله عليه وسلم، ويعملون الولائم لذلك، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور، ويزدون في المبرات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم ) ). اهـ.

قال ابن الجزيري: (( ومما جرب خواصه أمان في ذلك العام، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام، وأكثرهم بذلك عناية أهل مصر، والشام، وللسلطان في تلك الليلة مقام يقوم فيه أعظم مقام، قال: ولقد حضرت ليلة مولده من سنة خمس وثمانين عند الظاهر برقوق رحمه الله بقلعة الجبل، فرأيت ما هالني، وحزرني، ما أنفق في تلك الليلة على القراء الحاضرين وغيرهم نحو عشرة آلاف مثقال من الذهب العين، ما بين خلع ومطعوم، ومشروب ومسموع وغير ذلك، لم ينزل واحد منهم إلا بنحو عشرين خلعة من السلطان، والأمراء، وأما ملوك الأندلس، والمغرب فلهم فيه ليلة تسير بها الركبان، يجتمع فيها أئمة العلماء من كل مكان، ويعلنون بها بين أهل الكفر(كلمة الإيمان) ، وكان الملك المظفر صاحب إربل بذلك أتم عناية واهتمام، حاوز الغية بحيث أثنى عليم بذلك الإمام العلامة (أبو شامة) في كتابه (الباعث على إنكار البدع والحوادث) وقال: (( إن مثل هذا يحسن ويندب إليه، ويشكر فاعله ويثنى عليه ) ). اهـ.

قال السخاوي: (( ولو لم يكن في ذلك إلا إرغام الشيطان، وسرور أهل الإيمان من المسلمين لكفى، وإذا كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيدا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام