فهرس الكتاب
الصفحة 272 من 332

السليمة، وأنار للإنسانية بشريعته الخالدة سبل السلام إلى سيادته، وأوضح له مناهج الخير إلى سعادته، أخذ محمد بن عبد الله بيد الإنسانية فانتشلها من وهدة الهمجية التي تردف فيها أجيالا متطاولة، ورقى بها في معارج المدنية القائمة على طمأنينة النفس راحة القلب، واستقامت العقل وسمو الخلق، وعلم الانسان أن له وجودا، وأن الوجود غايته هي أسمى مما يختلج في النفوس، ويضطرب في الصدور، ويتردد في الرؤوس، ويتلألأ في الأذهان، ولأجل أن يصل به إلى هذه الغاية السامية، ويضع يده على هذا الكنز الثمين، علمه أن ينظر إلى نفسه، وأن يفاضل بين يومه وأمه، لأن من عرف نفسه حق المعرفة عرف الله في أشرف نفحاته، ثم أرشده كيف يعمل حتى يكمل بالفضائل، ويتطهر من ادران الرذائل، يتزين بجميل الشمائل، ومن جوامع ذلك أن يجب لأخيه ما يحب لنفسه في منازل الأبرار، وليكون من المصطفين الأخيار، لأن من آثر أخاه في الإنسانية بالمحاب على نفسه لحق بمقامات المخلصين، واقتعد مقاعد الصديقين، وناهيك بها من آداب سماوية، وتعاليم ربانية )) . اهـ.

(قلت) : ومما يدل على اجماع الأمة على سنية الاحتفال بالمولد الشريف ما ذكره العلامة (حسن السندوي) بقوله في كتابه المذكور أعلاه: (( وعلى هذه السنة الحميدة التي سنها المعز لدين الله - في المولد النبوي الكريم - جرى أولاده من بعده، وأحفاده، وتنبهت الأمم الإسلامية في مشارق الأرض، ومغاربها إلى هذا المظهر الديني الجميل، وتفتت إلى هذه الفكرة الحكيمة، البدعة الحسنة، فاقتدى ملوك الدول الإسلامية في بقاع الأرض بصنيع خلفاء مصر، وسنوا القيام بالاحتفال بهذه الذكرى الكريمة، وبذلوا ي سبيل العناية بها كل مرتخص وغال، وعملت كل أمة ما في طوقها لإظهارها بأجمل المظاهر اللائقة باسم صاحبها عليه الصلاة والسلام، وكان أكثر الأمم بهذه الذكرى، والاحتفال بها بعد مصر، الشام،

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام