ألف دينار، وكان يستفك من الفرنج في كل سنة أسارى بمائتي ألف دينار، وكان يصرف على الحرمين، والمياه بدرب الحجاز في كل سنة ثلاثين ألف دينار، هذا كله سوى صدقات السر، وحكت زوجته [ربيعة خاتون] بنت أيوب أخت الملك الناصر صلاح الدين أن قميصه كان من كرباس [قطن خشن] غليظ لا يساوي خمسة دراهم، قالت: فعاتبته في ذلكن فقالك لبسي ثوبا بخمسة، وأتصدق بالباقي خير من أن ألبس ثوبا مثمنا، وأدع الفقير والمسكين )) .
وقال ابن خلكان: في ترجمة الحافظ أبي الخطاب بن دحية (( كان من أعيان العلماء، ومشاهير الفضلاء، قدم من المغرب فدخل الشام والعراق، واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة، فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد، فعمل له كتاب(التنوير في مولد البشير النذير) وقرأه عليه بنفسه، فأجازه بألف دينار، قال وقد سمعناه على السلطان في ستة مجالس في سنة خمس وعشرين وستمائة )). اهـ.
قال السيوطي رضي الله عنه: (( وقد ادعي الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري المشهور [بالفاكهاني] من متأخري المالكية أن عمل المولد بدعة مذمومة، وألف كتابا سماه(المورد في الكلام على عمل المولد) وأنا أسوقه هنا برمته، وأتكلم عليه حرفا حرفا، قال رحمه الله: الحمد لله الذي هدانا لاتباع سيد المرسلين، وأيدنا بالهداية إلى دعائم الدين ويسر لنا اقتفاء أثر السلف الصالحين حتى امتلات قلوبنا بأنوار الشرع، وقواطع الحق المبين، وطهر سرائرنا من حدث الحوادث والابتداع في الدين. (أما بعد) فإنه تكرر سؤال جماعة من المباركين، عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول، ويسمونه المولد، هل له أصل في الشرع، أو هو بدعة، وحدث ف الدين؟ ... فقلت: وبالله التوفيق (( لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذيم هم القدوة في الدين، المتمسكين بآثار المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفس اعتنى بها الآكلون، بدليل أنا إذا أردنا عليه الأحكام