فهرس الكتاب
الصفحة 259 من 332

(قلت) هذه هي فتوى الإمام السيوطي رضي الله عنه في هذا الشأن. والسيوطي أشهر من أن يعرف فقد، عم سيطه وملأ الآفاق، فهو المحقق المدقق صاحب المؤلفات الكثيرة النافعة في خدمة الشريعة وهو أحد أعلام الإسلام.

وقد بين لنا في كتابه (الحاوي) أول من أحدث المولد الشريف فقال: (( وأول من أحدث فعل ذلك صاحب اربل(الملك المظفر أبو سعيد كوكبري) ابن زين الدين علي بن بكتكين: أحد الملوك الأمجاد، والكبراء الأجواد، وكان له آثار حسنة، وهو الذي عمر الجامع بسفح قاسيون، قال ابن كثير في تاريخه: (( كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول، ويحتفل به احتفالا هائلا، وكان شهما شجاعا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله، وأكرم مثواه، قال: وقد سنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدا في المولد النبوي سماه(التنوير في مولد البشير النذير) فأجازه على ذلك بألف دينار ))... قال سبط ابن الجوزي: في (مرآة الزمان) حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه أعد في ذلك خمسة آلاف رأس غنم مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة فرس، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى، قال: وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء، والصوفية فيخلع عليهم، ويطلق لهم، ويعمل للصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر، ويرقص بنفسه معهم وكان يصرف على المولد في كل سنة ثلثمائة ألف دينار، وكانت له دار ضيافة للوافدين من أي جهة على أي صفة فكان يصرف على هذه الدار في كل سنة مائة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام