فهرس الكتاب
الصفحة 222 من 332

قال الشيخ محمد: فهؤلاء جمعوا بين فتنتين، فتنة القبور، وفتنة التماثيل )) .

وقال: روى مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) ). اهـ.

(قلت) : فغذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا الله أن يجنب قبره العبادة، فهذا يعني أن عبادة قبر غيره صلى الله عليه وسلم من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله تعالى، لذا يجب على المؤمن أن يكون حذرا عند زيارة قبور الصالحين بألا يقوم بأعمال فيها شائبة الغلو، أو العبادة من انحناء، أو تذلل، أو سجود، فإن الانحناء أو التذلل، أو السجود لا يكون إلا الله تعالى، وإنما تحية القبور كما كان الرسول يعلمها أصحابه هي:

(( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله تعالى المستقدمين منا ومنكم، والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحر منا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم ) ).

وجاء في (مسند الإمام أحمد جـ 10 - ص 7986) حدثنا محمد بن جعفر، جدثنا شعبة سمعت العلاء يحدث عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه عز وجل أنه قال:

(( أنا خير الشركاء فمن عمل عملا فأشرك فيه غيري فأنا بريء منه وهو للذي أشرك ) ). اسناده صحيح.

ومما ورد أن يقول العبد عند رؤية القبور:

(( اللهم رب الأرواح الباقية، والأجساد البالية، والشعور المتمزقة، والجلود المتقطعة، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة أنزل عليها روحا وسلاما مني ) ). اهـ.

إذن فالمقصود من زيارة الأموات أن يدعو الزائر لهم بخير، ويطلب من الله أن يغفر له ولهم، ويرحمه ويرحمهم، لا أن يطلب الزائر من الأموات تفريج الكروب،

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام