نحمل قول القائل غني أسألك بنبيك، أي بحقه، أو جاهه، أو بإيماني به ... والله أعلم.
6 - (الغلو في قبور الصالحين) :
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: في (مجموعة التوحيد النجدية ص 26) وقوله عز وجل:
{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171] .
وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:
{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23] .
قال هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا، وسموها بأسمائهم ففعلوا، ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت )) وقال ابن القيم: (( قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم ) )وعن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) ).
أخرجه أحمد والنسائي، وابن ماجه، والحاكم عن ابن عباس بسند صحيح وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو ) ).
وقال في (ص 28) باب [التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبدوه] .
في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنية رأتها بأرض الحبشة، وما فيها من الصور، فقال:
(( أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله ) ).