فهرس الكتاب
الصفحة 219 من 332

وهذا توسل بالمسلمين عامة أحياء وأمواتا.

4 -وفي حديث الاستسقاء قول عمر رضي الله عنه:

(( وإنا نتوسل إليك بعم نبيك ) ).

نص على توسل الصحابي بالصحابي، والفائدة من هذا كله جواز التوسل بالشخص، لأن الله عليم، وغني، ولكن من أجل إظهار أهل الفضل على غيرهم في الدنيا والآخرة، وليس الناس عنده سواء

(( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) ) (( وكلم الله موسى تكليما ) ).

وعرج بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حتى سدرة المنتهى، ثم اخترق الحجب حتى أدناه الله منه، وأسمعه كلامه، وهبط موفورا معززا مكرما، فمن له مثل هذه الوجاهة عند الله؟

5 -ومما يدل على أن الصحابة كانوا يتوسلون بالرسول عليه الصلاة والسلام بعد وفاته، حديث ما لك الدار في مجيء بلال بن الحارث الصحابي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم أيام القحط في عهد عمر وقوله: (( يا رسول الله استسق الله لأمتك، فإنهم قد هلكوا فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: أئت عمر فاقرئه السلام وأخبره أنهم يسقون ) )أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح كما في فتح الباري، وهذه الرواية غير تلك الرواية التي رواها ابن الأثير في تاريخه الكامل، وكذلك حديث عثمان بن حنيف في تعليمه دعاء الحاجة لمن كان له حاجة عند عثمان ... صححه الطبراني، وأقره أبو الحسن الهيثمي في (( مجمع الزوائد ) ). وقد توسل الشافعي رضي الله عنه بأبي حنيفة كما هو مذكور في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام