ويوافق جميع المؤمنين في التوسل بقوله: (في ص 62 في كتابه التوسل والوسيلة) (( فإن قيل: إذا كان التوسل بالإيمان به [أي برسول الله صلى الله عليه وسلم] ومحبته وطاعته على وجهين _ تارة يتوسل بذلك إلى ثوابه وحنته [وهذا أعظم الوسائل] وتارة يتوسل بذلك في الدعاء كما ذكرتم نظائره، فيحمل قول القائل: أسألك بنبيك محمد على أنه أراد: إني أسألك بإيماني به بمحبته، وأتوسل إليك بإيماني به وبمحبته، ونحو ذلكن وقد ذكرتم أن هذا جائز بلا نزاع، قيل من أراد هذا المعنى فهو مصيب في ذلك بلا نزاع وإذا حمل على هذا المعنى الكلام من توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته من السلف كما نقل عن بعض الصحابة والتابعين، وعن الإمام أحمد وغيره كان حسنا، وحينئذ لا يكون في المسألة نزاع، ولكن كثير من العوام يطلقون هذا اللفظ ولا يريدون هذا المعنى، فهؤلاء الذين أنكر عليهم من أنكر ) ). اهـ.
إذن لا خلاف بين ابن تيمية، وبين جميع المسلمين من أهل الجماعة والسنة، في مسألة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، لأننا حينما نسمع متوسلا يقول: أسألك بنبيك، نقول له: توسلك هذا جائز، ولكن نحمل قولك على [أسألك بحق نبيك] وهو جائز في حياته وبعد مماته، ولعل هذا كاف في حسم النزاع في قضية الاستغاثة والتوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الخطيب (جـ 1 - ص 122) (( فما زال أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى كان آخر غزوة غزاها بقسطنطينية في زمن معاوية، فتوفي هناك، ودفن في أصل سورها وهم يستسقون به ) ).
(قلت) : ويمكن تلخيص بحث التوسل فيما يلي:
1 -إن الوسيلة التي ذكرها الله تعالى في قوله:
{وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35] .
أن الوسيلة بعمومها تشمل التوسل (بالأشخاص، والتوسل بالأعمال،