[ومن البدع] :

تسهير القراء في شهر رمضان إذ لم يكن هذا من فعل السلف الصالح، ولا هو من تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم وليس في الكتب الصحيحة، بل ولا غيرها ما يدل على جواز ذلك.

(قلت) : هذا الكلام ليس على إطلاقه روي أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ليلة ينتظر عائشة رضي الله عنها فأبطأت عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: (( ما حبسك؟ ) )قالت: (( يا رسول الله كنت استمع قراءة رجل ما سمعت أحسن صوتا منه، فقام صلى الله عليه وسلم حتى استمع إليه طويلا، ثم رجع فقال صلى الله عليه وسلم:

(( هذا سالم مولى أبي حذيفة، الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله ) ).

رجل اسناده ثقات، واستمع صلى الله عليه وسلم ذات ليلة إلى عبد الله ابن مسعود، ومعه أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما، فوقفوا طويلا، ثم قال صلى الله عليه وسلم:

(( من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءه ابن أم عبد ) ).

قال الترمذي حسن صحيح. وحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: لابن مسعود (( اقرأ ) )فقال رسول الله أقرأ وعليك أنزل؟ فقال:

(( إني أحب أن أسمعه من غيري ) ).

الحديث متفق عليه من حديث ابن مسعود

(( فكان يقرأ وعلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تفيضان ) ).

واستمع صلى الله عليه وسلم إلى قراءة أبي موسى فقال:

(( لقد أوتي هذا من مزامير آل داود ) ).

فبلغ ذلك أبا موسى فقال: يا رسول الله لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا. وفي الخبر (( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا أمروا أحدهم أن يقرأ سورة من القرآن ) )وقد كان عمر يقول لأبي موسى رضي الله