فهرس الكتاب
الصفحة 145 من 332

يقتضي انعدام الكلام، فإن كان السكوت قبل وجود الكلام لزم سبق العدم عليه، وذلك نفي لقدمه وإثبات لحدوثه، وإن كان بعد وجود الكلام فقد طرأ على الكلام العدم فيكون حادثا ولأن مام ثبت قدمه يستحيل عدمه. وكلامه تعالى عند أهل السنة والجماعة. صفة واحدة لا تعدد فيها لكن لها أقسام بحسب التعلق، فمن مثلا (نهي) . ومن حيث تعلقه بأن فرعون فعل كذا وكذا مثلا (( خبر ) )، ومن حيث تعلقه بأن الطائع له الجنة (وعد) . ومن حيث تعلقه بأن العاصي يدخل النار (وعيد) إلى غير ذلك.

وتعلقه بالنسبة لغير (الأمر والنهي والخبر) تعلق تنجيزي قديم ... والكلام الذي ذكره أبناء الشيخ وحمد بن ناصر، يوهم العوام، بل طلاب العلم أيضا أن الحروف حادثة والكلام الذي ركب من الحروف الحادثة حادث وبذا تكون صفة الكلام القائمة بذات الله تعالى حادثة. فيكون الله يشبه الحوادث، ولم يقل هذا أحد من أهل السنة الجماعة، وقد ضرب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وحبس على أن يقول بخلق القرآن فلم يقل، لكن من يدعي الحنبلية يخالف صاحب المذهب، يقول (الصحيح: الله تكلم بالحروف وله صوت الخ ... ) .

ومما لا شك فيه أنه خلاف بين أرباب الملل والمذاهب في كون البارئ تعالى متكلما، وقام على ذاك إجماع الرسل والمسلمين، وإنما الخلاف في معنى كلامه تعالى وقدمه وحدوثه، وقد علمت رأي أهل السنة والجماعة في هذا الخصوص. وفسروا قوله تعالى:

{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] .أي أنزل الله عن موسى الحجاب حتى سمع المعنى (القائم بذاته تعالى) لا أنه أحدث ذلك الكلام فسمعه، فهذا كلام المجسمة، وفي قوله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى} [طه: 11] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام