(( إن الله تعالى لما قضى خلقه استلقى، ثم وضع إحدى رجليه على الأخرى، ثم قال: لا ينبغي لأحد من خلقي أ نفعل هذا ) ).
قال عبد الله بن حنبل: ما رأيت هذا الحديث في دواوين الشريعة المعتمد عليها وأما عبد بن حنين فقال البخاري: لا يصح حديثه عند أهل المدينة، وفي الحديث علة أخرى، وهي أن قتادة بن النعمان مات في خلافة عمر رضي الله عنه، وعبيد بن حنين مات سنة خمس ومائة، وله خمس وسبعون سنة في قول الواقدي، فتكون روايته عن قتادة بن النعمان منقطعة.
قال الإمام أحمد: ثم لو صح طريقه احتمل أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدث به عن بعض أهل الكتاب على طريق الانكار عليهم، فلم يفهم قتادة إنكاره، ومن هذا الفن حديث رويناه أن الزبير سمع رجلا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمع إليه الزبير حتى إذا قضى الرجل حديثه: قال له الزبير: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الرجل: نعم، قال: هذا وأشباهه مما يمنعان أن نحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قد لعمري سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأ بهذا الحديث، فحدثنا عن رجل من أهل الكتاب حدثه يومئذ، فجئت أنت بعد انقضاء صدر الحديث، وذكر الرجل هو من أهل الكتاب، فظننت أنه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى عبد الحمن بن أحمد في كتاب السنة، قال: رأيت الحسن قد وضع رجله اليمني على شماله، وهو قاعد، فقلت يا أبا سعيد تكره هذه القعدة، فقال قاتل الله اليود، ثم قرأ قوله تعالى:
(( ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوت ) ).
فعرفت ما عنى به، فأمسكت.