فهرس الكتاب
الصفحة 1 من 332

هذه عقيدة السلف والخلف في ذات الله تعالى وصفاته وأفعاله والجواب الصحيح

لما وقع فيه الخلاف من الفروع بين الداعين للسلفية وأتباع المذاهب الأربعة الإسلامية

لابن خليفة عليوي

بسم اللَّه الرحمن الرحيم:

يقول العبد الفقير إلى ربّه القدير (ابن خليفة عليوي) القلعجي مولداً - قلعة المضيق محافظة حماه- السوريّ موطناً. الشافعي مذهباً (بسم اللَّه الرحمن الرحيم) الحمد لله الذي بطَنَ عن الأبصار وظهر للبصائر، ودلل على وجوده في كل ذرّة من ذرات هذا الوجود: أن فيها آياتٍ لكل معتبرٍ وناظر. أظهرها بالدلائل القاطعة لأولي الألباب، أنها موثوقة بأحبال قدرته، ومرتبطة بالأسباب، وقد قام البرهان العقلي أنه لا سبب بدون مسبِّب، ولا مطر بدون سحاب، ولا إحراق بدون نار. إِلاّ أنَه تعالى قادر على خرق قانون السببيّة وإِبداء السبب بدون ارتباطه بالمسببَات، فسبحانه من إِله عظيم لا تحصره الأفهام! ولا تصوّره الأوهام! تصرّف في كل شيء تصرّف عليم خبير عادل رحيم حكيم، وأرشدنا إِلى سواء السبيل، بعد أن أقام لنا على وجوده كلَّ دليل {ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} فقد أشار إِلى العددين {يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ} تعالى ربي في الدنيا عن نظر الناظرين {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} وعن تشبيه الضالّين المجسمين {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فاحْذروا (أيها الإِخوة السلفيّون) عندما تأخذون بظاهر اللفظ ألاّ تُشبّهوا اللَّه تعالى كالحشويّة الحنبليّة بصفات المخلوقين. ولنحذر جميعاً من وساوس الشياطين أن تُزيَن لنا نزغات الضالين من اليهود والنصارى المجسمين الذين أتبعهم في ذلك الحشوية الحنبليّة. فقد أصيب بهم المسلمون بأكبر بليّة. تركوا العقل والبحث والنظر، وأخذوا بظاهر الخبر، ولا مستند لهم من شرع سيّد البشر محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فليت شعري كيف يدّعون السلفية، ويزعمون أنهم يَدْعون إِلى التوحيد الخالص والأعمال الصالحات، وهم مجسِّمون ومتمسِّكون بأذناب الضّلالات!! فأخْلَقُ بهم أن يأخذوا بعقيدة أهل السنة والجماعة ليُرْشدوا إِلى طريق الإسلام والسلام الذي فتح

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام