فهرس الكتاب
الصفحة 8 من 332

استوى استواءً كما قال. من غير تكييف ولا تمثيل، استواءً يليق بجلاله تعالى، وذلك أن القول في الذات فرع عن القول في الصفات. فكما أنَّا لا نعرف حقيقة ذاته، فكذلك لا نعرف حقيقة صفاته، وإِنما علينا أن نثبتها كما جاءت، ولا نكييفها، ولا نعطلها لأن اللَّه عز وجل أعلم بذاته وصفاته من خلقه، ورسولُه أعلم باللَّه من جميع خلقه فليس لأي مخلوق أيّ كان أن يدعي أنه أعلم باللَّه فينفي عنه ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسوله. وهذا معنى كلام الإمام مالك رحمه اللَّه تعالى حين سئل عن الاستواء. فقال: الاستواء معلوم أي نعلم معناه من كلام العرب، والكيف مجهول- أي كيفيّة الاستواء لا نعلمها- والسؤال عنه بدعة- أي قولك كيف استوى- وما قاله السلف في الاستواء: يقولون به في جميع صفاته الواردة في كتابه تعالى. والثابتة في سنة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. كاليد والقدرة والإرادة، والعلم والحياة، والرحمة والغضب، فيقولون: له يد كما قال: {يَدُ اللَّه فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} . من غير تكييف ولا تشبيه، ولا تمثيل، ولا تعطيل. وله قدرة، لا تشبه قدرة العبد الضعيف المسكين. وهكذا يعتقدون، ويقولون في هذا الباب. ثم ختم كلامه بقوله: واللَّه أعلم وصلى اللَّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم"أ هـ."

(قلتُ) وهذا كلامُ سلفي حقيقي ذي عقيدة صحيحة، وسالمة من كل ما فيه شائبة تجسيم، أو تمثيل، وقد تحقّقت من ذلك من فمه لأذني. ووافقه على كل ما ذكره الشيخ المرزوقي (حفظهما اللَّه) وبخصوص قول من قال: إِن اللَّه تكلم القرآن بالحروف والأصوات قال: الفقيهي. جوابي ما ذكرته."فكما أنّا لا نعرف ذاته العليّة، فكذلك لا نعرف كيف تكلم. بل قل تكلم كيف شاء"وقد أشهدا اللَّه أنهما بريئان من كل ما فيه شائبة تجسيم لله ربّ العالمين.

هذا: وإِني لم أسطّر كلامهما في كتابي هذا إِلا بعد إِذنهما وموافقتهما على نشره إِحقاقاً للحق ودمغاً للباطل. وأنا مسؤول أمام اللَّه تعالى وأمامهما وأمام المؤمنين عن ذلك. وسأبقى محتفظاً بهذا التصريح في مكتبي ما دام الخطّ صالحاً للبقاء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام