فهرس الكتاب
الصفحة 69 من 332

كرسيه، ثم حف الكرسي بمنابر من نور، ثم جاء النبيون حتى يجلوا عليها، ثم حف المنابر بكراسي من ذهب، ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها، ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب فيتجلى لهم ربهم حتى ينظروا إلى وجهه ... )) إلى قوله: ثم يصعد على كرسيه، فيصعد معد الصديقون، والشهداء، وترجع أهل الغرف إلى غرفهم ... الخ ... )) الحديث بطوله.

قلت إن كل من في مسكة عقل ينفي صحة هذه الأحاديث بداهة لما توحي به من التجسيم لله تعالى، وعلى كل فهذا هو رأي نقاد الرجال في سند هذا الحديث. فجهضم هذا قال فيه ابن معين، وأبو حاتم: كما في (خلاصة التهذيب) لخزوجي، ثقة يروي عن المجهولين، وفي (تهذيب التقريب) صدوق يكثر عن المجاهيل، من الطبقة الثامنة-أي الحديث الذي فيه ضعيف ولا يحتج به، ولفظ صدوق يدل عليه. كما سيأتي إن شاء الله.

وعن أبي طيبة عبد الله بن مسلم السلمي العامري المروزي، قال فيه ابن حبان: يخطئ ويخالف، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به (من خلاصة تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب) .

وعثمان بن عمير كوفي يتشيع، ويؤمن بالرجعة [أي برجعة الإمام التي دعا إليها عبد الله بن سبأ اليهودي، وقد تظاهر بالإسلام] ضعفه أحمد بن حنبل وغيره، وتركه ابن مهدي انظر [خلاصة التهذيب جـ 2 ص 219] وقد اتفق علماء الحديث إذا كان رجال الحديث موثوقين، كان صحيح الإسناد والمتن. وإذا كان في سند رجاله رجل لم يوثقه العلماء تنخفض درجة الحديث، فيقال عنه ضعيف ولا يحتج به وعلى الأخص بجانب العقيدة لا يحتج إلا بالحديث الصحيح الذي رواه [العدل الضابط عن مثله، ولم يشذ أو يعل] ويكفي لضعف الحديث أن فيه (عثمان بن عمير) كان مبتدعا لا تنحاله التشيع، وقد ضعفه أحمد كما سمعت من قبل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام