فهرس الكتاب
الصفحة 296 من 332

(قلت) : وقد دلس الألباني في هذا الحديث مرتين:

(الأولى) لم يكمل الحديث إلى آخره، وتمامه فقال - أي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( إني كرهت - أو خشيت - أن يكتب عليكم الوتر ) ).

هكذا رواه ابن حبان في صحيحه.

(الثانية) : إن في سنده رجالا ضعافا وسكت عنهم ليخفي عن الأمة حقيقة باطله ... وها هو الحديث بمتنه وسنده كما في صحيح ابن حبان في [باب صلاة رمضان] قال ابن حبان: أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي، حدثنا عيسى بن جارية، عن جابر بن عبد الله قال:

(( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ثمان ركعات، وأوتر، فلما كانت الليلة القابلة اجتمعنا في المسجد ورجونا أن يخرج فيصلي بنا، فأقمنا حتى اصبحنا، فقلنا يا رسول الله رجونا أن تخرج فتصلي بنا، فقال: إني كرهت، - أو خشيت - أن يكتب عليكم الوتر ) ).

هذا ما رواه ابن حبان في صحيحه بمتنه وسنده.

وروى بعده الحديث التالي أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، حدثنا يعقوب القمي، حدثنا عيسى بن جارية حدثنا جابر بن عبد الله قال:

(( جاء أبي بن كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: كان مني الليلة شيء في رمضان، قال: وما ذاك يا أبيّ؟ قال: نسوة في داري قلن لا نقرا القرآن فنصلي بصلاتك. قال: فصليت بهن ثمان ركعات، ثم أو ترت، قال: فكان منه شبه الرضا، ولم يقل شيئا ) ).

(قلت) : هذان الحديثان ضعيفان، ولكن كيف خفي ضعفهما على من أطلق عليه لقب المحدث الكبير في البلاد الشامية!!! وسبب ضعفهما أن في سندهما [عيسى ابن جارية، ويعقوب بن عبد الله القمي] قال ابن حجر: في (تهذيب التهذيب) [عيسى بن جارية] قال عنه ابن معين: ليس بذاك، لا أعلم أحدا روى عنه غير

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام