(( ما هذا يا بنت حيي ) )؟ قلت: أسبح بهن، قال: (( قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا ) )قلت: علمني يا رسول الله، قال: (( قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء ) )صحيح أيضا.
ومن الآثار، كما في السيوطي، وفي جزء (هلال الحفار) ، (ومعجم الصحابة) للبغوي، (وتاريخ ابن عساكر) من طريق معمر بن سليمان، عن أبي بن كعب، عن حده بقية، عن أبي صفية مولى النبي صلى الله عليه وسلم
(( أنه كان يوضع له نطع ويجاء بزنبيل فيه حصا فيسبح به إلى نصف النهار، ثم يرفع فإذا صلى الأولى أتي به فيسبح به حتى يمسي ) ).
وورد التسبيح بالحصى عن كثير من الصحابة، أخرج ابن أبي شيبة في المصنف، عن مولاة لسعد، أن سعدا كان يسبح بالحصا، أو النوى. وقال ابن سعد في الطبقات أن عبيد الله بن موسى، أن إسرائيل عن جابر مثل ذلك عن أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألف عقدة، فلا ينام حتى يسبح به.
وذكر أنه كان لأبي الدرداء نوى من نوى العجوة في كيس، فكان إذا صلى الغداة اخرجهن واحدة واحدة، يسبح بهن حتى ينفذن، وروى أن أبا هريرة كان يسبح بالنوى المجزع، وروى السيوطي كلاما مرفوعا إلى علي كرم الله وجهه (( نعم المذكر السبحة ) )واسنده إلى الديلمي في مسند الفردوس بسند طويل جدا وقال: (( رأيت في كتاب(تحفة العباد) [ومصنفه متأخر عاصر الجلال البلقيني] فصلا حسنا في السبحة، قال فيه ما نصه، قال بعض العلماء: عقد التسبيح بالأنامل أفضل من السبحة لحديث ابن عمرو، ولكن يقال إن المسبح إن آمن من الغلط كان عقده بالأنامل أفضل، وإلا فالسبحة أولى، وقد اتخذ السبحة سادات يشار اليهم، ويؤخذ عنهم، ويعتمد عليهم كأبي هريرة رضي الله عنه كان له خيط فيه الف عقدة فكان لا ينام حتى يسبح به ثنتي عشر ألف تسبيحة )).