وذهب بعض أهل البدع من أهل الكلام إلى عدم وصول شيء البتة لا الدعاء ولا غيره وقولهم مردود بالكتاب والسنة، لكنهم استدلوا بالمتشابه من قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ} [النجم: 39] وقوله: {ولَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [يس: 54]
وقوله: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286] .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به من بعده ) ).
فأخبر أنه إنما ينتفع بما كان متسببا فيه في الحياة، وما لم يكن تسبب فيه في الحياة فهو منقطع عنه )) .
واستدل المقتصرون على عدم وصول العبادات التي لا تدخلها النيابة بحال كالإسلام، والصلاة، والصوم، وقراءة القرآن أنها، يختص ثوابها بفاعله لا يتعداه كما أن هفي الحياة الدنيا لا يفعله أحد عن أحد، ولا ينوب فيه فاعله غيره، وقد روى النسائي بسنده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: (( لا يصل أحد عن أحد، ولا يصوم أحد عن أحد، ولكن يطعم عنه مكان كل يوم مدا من حنطة ) ).