فهرس الكتاب
الصفحة 3747 من 4009

ودعا ابن عمر أبا أيوب فرأى في البيت ستراً على الجدار. فقال ابن عمر: غلبنا عليه النساء. فقال: من كنت أخشى عليه فلم أكن أخشى عليك، والله لا أطعم لكم طعاماً. فرجع [1] [2] .

(( ثم ساق بسنده من حديث عائشة أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهة فقلت: يا رسول الله: أتوب إلى الله وإلى رسوله، ماذا أذنبت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال هذه النمرقة؟ قالت: فقلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة .. ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم وقال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة ) ) [3] .

وقال ابن ماجه: (باب إذا رأى الضيف منكراً رجع) . وذكر حديث علي رضي الله عنه قال: (صنعت طعاماً فدعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فرأى في البيت تصاوير فرجع) [4] .

وأورده أيضاً من حديث سفينة، أبي عبد الرحمن، قال: (( إن رجلاً أضاف علي بن أبي طالب فصنع له طعاماً، فقالت فاطمة: لو دعونا النبي صلى الله عليه وسلم فأكل معنا، فدعوه فجاء، فوضع يده على عضادتي الباب، فرأى قراماً في ناحية البيت فرجع. فقالت فاطمة لعلي: الحق، فقل له ما رجعك يا رسول الله؟ قال: إنه ليس لي أن أدخل بيتاً مزوقاً ) ) [5] .

وقد ذهب الإمام أحمد -رحمه الله- إلى أنه يخرج من الوليمة إذا وجد جدران البيت قد سترت، وكذا إذا استعمل صاحب الوليمة آنية الفضة أو الذهب، أو رأى في البيت شيئاً من ذلك المستعمل [6] .

قال المروذي: (قلت لأبي عبد الله: فالرجل يدعى فيرى مكحلة رأسها مفضض؟ قال: هذا يستعمل، وكل ما استعمل فاخرج منه .. ) [7] .

وقال المروذي: (سألت أبا عبد الله عن الرجل يدعى فيرى فرش ديباج، ترى أن يقعد عليه أو يقعد في بيت آخر؟! قال: يخرج، قد خرج أبو أيوب وحذيفة) [8] .

وجاء عن أبي مسلم الخولاني -رحمه الله- أنه انصرف إلى منزله فإذا هو بالبيت قد ستر، فقال: إن بيتكم هذا ليجد القر فأدفئوه، وإلا فلا أبرح حتى تنزعوه، فنزعوا الستور ثم دخل [9] .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (وروى أبو بكر الخلال بإسناده عن محمد بن سيرين أن حذيفة بن اليمان أتى بيتاً فرأى فيه حارستان، فيه أباريق الصفر والرصاص فلم يدخله وقال: من تشبه بقوم فهو منهم -وفي لفظ آخر: فرأى شيئاً من زي العجم فخرج وقال: من تشبه بقوم فهو منهم) .

(1) رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث رقم (5181) . قال ابن حجر في (( فتح الباري ) ) (9/ 249) : وصله أحمد في كتاب (( الورع ) )ومسدد في مسنده ومن طريقه الطبراني .. ووقع لنا من وجه آخر من طريق الليث عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سالم بمعناه. اهـ. وانظر: (( تغليق التعليق ) ) (4/ 424 - 425) .

(2) (( نزهة الفضلاء ) ) (1/ 171) .

(3) رواه البخاري (2105) ، ورواه مسلم (2107) .

(4) رواه ابن ماجه (2724) . قال البزار في (( البحر الزخار ) ) (2/ 157) : من أحسن إسناد يروى عن علي، وإسناده صحيح، وقال الشوكاني في (( نيل الأوطار ) ) (6/ 331) : إسناد رجاله رجال الصحيح وله شواهد، وصححه الألباني في (( صحيح سنن ابن ماجه ) ).

(5) رواه أبو داود (3755) ، وابن ماجه (2725) ، وأحمد (5/ 221) (21976) . قال العراقي في (( تخريج الإحياء ) ) (4/ 293) : إسناده جيد، وحسنه ابن حجر في (( تخريج مشكاة المصابيح ) ) (3/ 288) كما أشار إلى ذلك في مقدمته، والألباني في (( صحيح سنن ابن ماجه ) ).

(6) (( الورع ) ) (باب: أي شيء يخرج من الوليمة) (ص: 137) . وفي (( كشاف القناع ) ) (5/ 170 - 171) .

(7) (( الورع ) ) (ص: 137) .

(8) (( الورع ) ) (ص: 138) .

(9) (( الورع ) ) (ص: 139) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام