صفةٌ لله عَزَّ وجَلَّ، وقد ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين ) ) [1] .
قال الخطابي: الرشيد: هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم، فعيل بمعنى مُفْعِل، ويكون بمعنى الحكيم ذي الرُّشد؛ لاستقامة تدبيره، وإصابته في أفعاله [2]
قال ابن القيم [3] :
وَهُوَ الرَّشيدُ فقوله وفِعَالُهُ ... رُشْدٌ ورَبُّكَ مُرْشِدُ الحَيْرَانِ
وكِلاهُما حقٌ فهذا وصْفهُ ... والفعلُ للإرشادِ ذاك الثَّاني
وقال الهرَّاس: قال العلامة السعدي رحمه الله في شرحه لهذا الاسم الكريم: يعني أنَّ (الرشيد) هو الذي قوله رُشد وفعله كله رُشد، وهو مُرشد الحيران الضال، فيهديه إلى الصراط المستقيم بياناً وتعليماً وتوفيقاً فالرُّشد الدال عليه اسمه (الرشيد) وصفه تعالى، والإرشاد لعباده فعله اهـ.
قلت: وتسمية الله بـ (الرشيد) يفتقر إلى دليل. صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص152
(1) رواه أبو داود (517) ، والترمذي (207) ، وأحمد (2/ 232) (7169) . والحديث سكت عنه أبو داود. وقال أبو نعيم في (( حلية الأولياء ) ) (7/ 92) : صحيح متفق عليه. وقال الخطيب البغدادي في (( تاريخ بغداد ) ) (11/ 304) : محفوظ. وقال ابن العربي في (( عارضة الأحوذي ) ) (50) : حسن. وقال ابن عساكر في (( معجم الشيوخ ) ) (2/ 653) : حسن صحيح من حديث أبي صالح. وقال ابن حجر في (( نتائج الأفكار ) ) (1/ 338) : حسن. وقال أحمد شاكر في (( مسند أحمد ) ) (12/ 155) : إسناده صحيح. قال الألباني في (( صحيح أبي داود ) ): صحيح. والحديث روي عن عائشة، وابن عمر، وأبي أمامة، ووائلة، وأبي محذورة رضي الله عنهم أجمعين بألفاظ متقاربة.
(2) (( شأن الدعاء ) ) (ص97) .
(3) (( النونية ) ) (2/ 97) .