فهرس الكتاب
الصفحة 1935 من 4009

المطلب الثاني: الأدلة من السنة

من تلك الأدلة ما أخرج مسلم عن جرير بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( أما إنكم تعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر ) ) [1] .

وأخرج الترمذي في جامعه، في باب ما جاء في العرض، وابن ماجه والإمام أحمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما العرض الثالثة: فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه، وآخذ بشماله ) ). [2]

وقد أخرج بن جرير هذا الحديث عن مجاهد بن موسى قال: ثنا يزيد قال: ثنا سليمان بن حيان عن مروان الأصفر عن أبي وائل عن عبد الله قال: (يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، عرضتان معاذير وخصومات، والعرضة الثالثة تطير الصحف في الأيدي) [3] . وأخرجه كذلك عن قتادة بلفظ: حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: سعيد عن قتادة: قوله: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (( يعرض الناس ثلاث عرضات يوم القيامة، فأما عرضتان ففيهما خصومات ومعاذير وجدال، وأما العرضة الثالثة فتطير الصحف في الأيدي ) ) [4] .

قال ابن كثير: (إن الحديث مرسل) [5] .

وأخرج الإمام أحمد عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال: (( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما أتيتك حتى حلفت عدد أصابعي هذه أن لا آتيك، أرانا عفان وطبق كفيه، فبالذي بعثك بالحق، ما الذي بعثك به؟ قال: الإسلام، قال: وما الإسلام؟ قال: أن تسلم قلبك لله تعالى، وأن توجه وجهك إلى الله تعالى، وتصلي الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، أخوان نصيران, لا يقبل الله عز وجل من أحد توبة أشرك بعد إسلامه، قلت: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت. قال: تحشرون ها هنا - وأوما بيده نحو الشام - مشاة وركباناً وعلى وجوهكم، تعرضون على الله تعالى، وعلى أفواهكم الفدام، [6] وأول ما يعرب عن أحدكم فخذه، وقال: ما من مولى له، فيسأله من فضل عنده، فيمنعه، إلا جعل الله تعالى عليه شجاعاً ينهشه قبل القضاء ) ) [7] .

وهذه الأحاديث تدل على حصول عرض العباد على ربهم، وقد جاء في عرض أعمال العباد: أن المؤمن تعرض أعماله بكل يسر وسهولة دون مناقشة واستقصاء، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من نوقش الحساب عذب، قالت: قلت: أليس يقول الله تعالى: فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا [الانشقاق: 8] ؟ قال: ذلك العرض ) ) [8] .

(1) رواه مسلم (633) .

(2) رواه الترمذي (2425) . من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقال: لا يصح. وقال المباركفوري في (( تحفة الأحوذي ) ) (6/ 296) : منقطع.

(3) رواه الطبري في تفسيره (23/ 584) .

(4) رواه الطبري في تفسيره (23/ 584) .

(5) (( تفسير ابن كثير ) ) (4/ 414) .

(6) الفدام: هو ما يشد على فم الإبريق والكوز من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه، أي أنهم يمنعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم فشبه ذلك بالفدام. (( النهاية ) )لابن الأثير (3/ 421) .

(7) رواه أبو داود (2142) ، وابن ماجه (1850) ، وأحمد (4/ 447) (20027) ، والنسائي في (( السنن الكبرى ) ) (5/ 373) (9171) . والحديث سكت عنه أبو داود، وحسنه النووي في (( رياض الصالحين ) ) (149) وابن حجر في (( تخريج مشكاة المصابيح ) ) (3/ 301) كما أشار إلى ذلك في المقدمة، وصحح إسناده أحمد شاكر في (( عمدة التفسير ) ) (1/ 277) ، وقال الألباني في (( صحيح سنن أبي داود ) ): حسن صحيح.

(8) رواه البخاري (103) . من حديث عائشة رضي الله عنها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام