فهرس الكتاب
الصفحة 2162 من 4009

المطلب الأول: مكان النار

أما مكانها فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: (جهنم في الأرض السابعة) . رواه أبو نعيم [1] .

وخرج ابن منده عن مجاهد قال: (قلت لابن عباس رضي الله عنهما: أين النار؟ قال: تحت سبعة أبحر مطبقة)

وخرج ابن خزيمة، وابن أبي الدنيا عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه: (إن الجنة في السماء، وإن النار في الأرض) [2] . وابن أبي الدنيا عن قتادة: (كانوا يقولون: الجنة في السموات السبع، وإن جهنم في الأرضين السبع) [3] . وفي حديث البراء في حق الكافر: (( يقول الله: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى, فتطرح روحه طرحاً ) ) [4] خرجه الإمام أحمد، وغيره وتقدم أول الكتاب بطوله.

وأخرج الإمام أحمد بسند فيه نظر عن يعلى بن أمية، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( البحر هو جهنم ) )فقالوا ليعلى: ألا تركبها. يعني: البحور. قال: ألا ترون أن الله يقول: نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا [الكهف: 29] . لا والذي نفس يعلى بيده لا أدخلها أبداً حتى أعرض على الله عز وجل ولا يصيبني منها قطرة حتى ألقى الله عز وجل. [5]

قال الحافظ ابن رجب [6] : (وهذا إن شئت فالمراد به أن البحار تفجر يوم القيامة فتصير بحراً واحداً، ثم يسجر ويوقد عليها فتصير ناراً، وتزاد في نار جهنم. وقد فسر قوله تعالى: وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ [التكوير: 6] بنحو هذا) . وقال ابن عباس: تسجر تصير ناراً. وفي رواية عنه: (تكون الشمس والقمر والنجوم في البحر, فيبعث الله عليها ريحاً دبورا فتنفخه حتى يرجع ناراً) رواه ابن أبي الدنيا، وابن أبي حاتم، وأخرجا عنه أيضاً في قوله: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ [العنكبوت: 54] . قال: (هو هذا البحر فتنشر الكواكب فيه، وتكور الشمس والقمر فيه فيكون هو جهنم) . وقال سيدنا علي رضي الله عنه ليهودي: (أين جهنم؟ قال: تحت البحر قال علي: صدق، ثم قرأ: وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6] رواه ابن أبي إياس.

وخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب رضي الله عنه في قوله: وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ. قال: (قالت الجن للإنس: نأتيكم بالخبر فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نار تأجج) [7] .

(1) رواه أبو نعيم في (( صفة الجنة ) ) (127) .

(2) رواه ابن أبي الدنيا في (( صفة النار ) ) (177) .

(3) رواه ابن أبي الدنيا في (( صفة النار ) ) (183) .

(4) رواه أبو داود (4753) ، وأحمد (4/ 287) (18557) ، وابن خزيمة في (( التوحيد ) ) (ص 119) وابن منده في (( الإيمان ) ) (398) ، والحاكم (1/ 93) ، والبيهقي في (( شعب الإيمان ) ) (1/ 355) (395) . قال ابن منده: هذا إسناد متصل مشهور رواه جماعة عن البراء وهو ثابت على رسم الجماعة، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وقال البيهقي: صحيح الإسناد، وقال الهيثمي (3/ 50) : رجاله رجال الصحيح.

(5) رواه أحمد (4/ 223) (17989) . قال الهيثمي في (( مجمع الزوائد ) ) (10/ 389) : رواه أحمد ورجاله ثقات، وقال السيوطي في (( البدور السافرة ) ) (309) : رجاله ثقات.

(6) (( التخويف من النار ) ) (ص: 47) .

(7) رواه ابن أبي الدنيا في (( الأهوال ) ) (23) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام