فهرس الكتاب
الصفحة 3243 من 4009

ثانيا: فضل الزبير بن العوام رضي الله عنه

هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي [1] يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي وعدد ما بينهما من الآباء سواء [2] وهو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته، أمه صفية بنت عبد المطلب، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى [3] .

قال عروة بن الزبير: أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثمان سنين هاجر وهو ابن ثمان عشرة سنة وكان عم الزبير يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار ويقول: ارجع إلى الكفر فيقول الزبير: لا أكفر أبداً.

وقال أيضاً: (أسلم الزبير وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين معاً ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم) [4] .

فهو -رضي الله عنه- من السابقين الأولين إلى الإسلام، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم وفضائله -رضي الله عنه- كثيرة مشهورة ومنها:

1 -ما رواه البخاري بإسناده إلى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إن لكل نبي حوارياً، وإن حواري الزبير بن العوام ) ) [5] . وعند مسلم بلفظ: ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( لكل نبي حواري وحواري الزبير ) ) [6] .

ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (( وحواري الزبير ) )أي: خاصتي من أصحابي وناصري ومنه الحواريون أصحاب عيسى عليه الصلاة والسلام أي: خلصائه وأنصاره، وأصله من التحوير: التبييض قيل: إنهم كانوا قصّارين يحورون الثياب أي: يبيضونها ... قال الأزهري: الحواريون خلصان الأنبياء وتأويله الذين أخلصوا ونقوا من كل عيب [7] .

فالحواري: هو الناصر المخلص، فالحديث اشتمل على هذه المنقبة العظيمة التي تميز بها الزبير -رضي الله عنه- ولذلك سمع عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- رجلا يقول: أنا ابن الحواري فقال: إن كنت من ولد الزبير وإلا فلا [8] . وقال عبد الله بن عباس: هو حواري النبي صلى الله عليه وسلم وسمي الحواريون لبياض ثيابهم [9] .

وجاء في (( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ) )للعيني: (فإن قلت: الصحابة كلهم أنصار رسول الله عليه الصلاة والسلام خلصاء فما وجه التخصيص به، قلنا: هذا قاله حين قال يوم الأحزاب: من يأتيني بخبر القوم قال الزبير: أنا، ثم قال: من يأتيني بخبر القوم فقال: أنا وهكذا مرة ثالثة، ولا شك أنه في ذلك الوقت نصر نصرة زائدة على غيره) [10] .

(1) (( الطبقات الكبرى ) )لابن سعد (3/ 100) ، (( الاستيعاب لابن عبد البر على حاشية الإصابة ) ) (1/ 560) ، (( الإصابة ) ) (1/ 526) .

(2) (( فتح الباري ) ) (7/ 80) .

(3) انظر: (( الاستيعاب على حاشية الإصابة ) ) (1/ 560 - 565) ، (( الإصابة ) ) (1/ 526 - 528) .

(4) (( المستدرك للحاكم ) ) (3/ 360) ، وانظر (( طبقات ابن سعد ) ) (3/ 102) .

(5) رواه البخاري (2847) .

(6) رواه مسلم (2415) . والحديث رواه بلفظه البخاري (7261) .

(7) (( النهاية ) )لابن الأثير (1/ 457 - 458) .

(8) رواه ابن سعد في (( الطبقات الكبرى ) ) (3/ 106) ، وذكره الحافظ في (( الإصابة ) ) (1/ 527) .

(9) رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث رقم (3512) . ووصله ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 659) (3568) ، وابن عساكر في (( تاريخ دمشق ) ) (68/ 59) ، بلفظ: إنما سمي الحواريون قال: كانوا صيادين لبياض ثيابهم. وانظر: (( تغليق التعليق ) ) (4/ 70) .

(10) (( عمدة القاري ) ) (16/ 223) ، وانظر (( تحفة الأحوذي بشرح الترمذي ) ) (10/ 547) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام