يسأل الله العباد عن جميع ما يقولونه، ولذلك حذرهم من القول بلا علم وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء: 36] ، قال قتادة: لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم، فإن الله سائلك عن ذلك كله. قال ابن كثير: ومضمون ما ذكروه في الآية: أن الله نهى عن القول بغير علم، بل بالظن، الذي هو التوهم والخيال. كما قال تعالى: اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12] ، وفي الحديث: (( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) ) [1] ، وفي (سنن أبي داود) : (( بئس مطية الرجل زعموا ) ) [2] ، وفي الحديث الآخر: (( إن أفرى الفرى أن يري الرجل عينيه ما لم تريا ) ) [3] وفي (الصحيح) : (( من تحلم حلماً كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين وليس بفاعل ) ) [4] . القيامة الكبرى لعمر بن سليمان الأشقر - ص221
(1) رواه البخاري (5143) ، ومسلم (2563) . من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) رواه أبو داود (4972) . من حديث أبو قلابة عبدالله بن زيد الجرمي عن أبي قلابة قال: قال أبو مسعود لأبي عبدالله أو قال أبو عبدالله لأبي مسعود ثم ذكر الحديث. والحديث سكت عنه أبو داود. قال النووي في (( الأذكار ) ) (470) : إسناده صحيح. وقال ابن حجر في (( الإصابة ) ) (4/ 126) : إسناده صحيح. وقال الألباني في (( صحيح سنن أبي داود ) ): صحيح.
(3) رواه البخاري (7043) .
(4) رواه البخاري (7042) بلفظٍ مقاربٍ. من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.