يقول الإمام أحمد:
(إذا قال الرجل: العلم مخلوق. فهو كافر؛ لأنه يزعم أنه لم يكن له علم حتى خلقه) . وقال أيضاً: (من قال: القرآن مخلوق. فهو عندنا كافر؛ لأن القرآن من علم الله عز وجل، قال الله عز وجل: فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [آل عمران: 61] ) [1] .
ويقول رحمه الله:
(من قال إن الله عز وجل لا يرى في الآخرة فهو كافر) [2] .
وقال هارون بن معروف [3] :
(من زعم أن الله عز وجل لا يتكلم فهو يعبد الأصنام) .
وقال محمد بن مصعب العابد [4] :
(من زعم أنك لا تتكلم ولا تُرى في الآخرة فهو كافر بوجهك لا يعرفك، أشهد أنك فوق العرش، فوق سبع سماوات، وليس كما يقول أعداء الله الزنادقة) [5] .
وقال نعيم بن حماد [6] : (من شبَّه الله بشيء من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف به نفسه ورسوله تشبيه) [7]
وقال ابن خزيمة [8] :
(من لم يقر بأن الله على عرشه، استوى فوق سبع سماواته، بائن من خلقه، فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وألقي على مزبلة؛ لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة وأهل الذمة) [9] .
وقال الآجري:
(باب ذكر الإيمان بأن القرآن كلام الله عز وجل، وأن كلامه جل وعلا ليس بمخلوق، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر) .
ثم قال: (اعلموا رحمنا الله وإياكم أن قول المسلمين الذين لم تزغ قلوبهم عن الحق ووفقوا للرشاد قديماً وحديثاً؛ أن القرآن كلام الله عز وجل ليس بمخلوق، لأن القرآن من علم الله تعالى، وعلم الله لا يكون مخلوقاً تعالى الله عز وجل عن ذلك، دل على ذلك القرآن والسنة وقول الصحابة رضي الله عنهم، وقول أئمة المسلمين رحمة الله تعالى عليهم، لا ينكر هذا إلا جهمي خبيث، والجهمية عند العلماء كفار) [10] .
وقال هارون الفروي [11] :
(1) (( السنة ) )للإمام عبد الله بن الإمام أحمد (1/ 102، 103) , وانظر (2/ 385) و (( أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي ) ) (3/ 405، 406) و (( الشريعة ) ) (ص: 80) للآجري.
(2) (( مسائل الإمام أحمد ) )لأبي داوود (( عقائد السلف ) ) (ص: 105) , وانظر (( الشريعة ) ) (ص: 255) للآجري.
(3) أبو علي هارون بن معروف المروزي البغدادي، وثقة أبو حاتم وغيره مات سنة 231 هـ.
(4) هو أبو جعفر، محمد بن صعب، أحد العبَّاد المشهورين، والقراء المعروفين، أثنى عليه أحمد بن حنبل ووصفه بالسنة، مات ببغداد سنة 228هـ. انظر: (( تاريخ بغداد ) ) (3/ 279) .
(5) (( تاريخ بغداد ) ) (1/ 173) وقال المحقق: إسناده صحيح، وانظر (( مختصر العلو ) ) (ص: 183) للذهبي.
(6) هو نعيم بن حماد الخزاعي الفرضي المروزي، الحافظ، أحد علماء الحديث، له تصانيف، نصر السنة، ومات في محنة القول بخلق القرآن سنة 229 هـ. انظر: (( سير أعلام النبلاء ) ) (10/ 595) و (( شذرات الذهب ) ) (2/ 67) .
(7) (( أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ) )لللالكائي (3/ 406) وانظر (( مختصر العلو ) )للذهبي (ص: 184) .
(8) محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري الشافعي، إمام الأئمة، صاحب التصانيف، حافظ فقيه، نصر السنة ورد على المبتدعة، توفي سنة 321 هـ. انظر: (( طبقات الشافعية ) ) (3/ 109) و (( سير أعلام النبلاء ) ) (14/ 365) .
(9) (( مختصر العلو ) )للذهبي (ص: 225) وانظر (( سير أعلام النبلاء ) ) (14/ 373) .
(10) (( الشريعة ) )للآجري (ص: 75) .
(11) هارون بن موسى الفروي المدني، روى عنه الترمذي والنسائي وغيرهما، مات سنة 253 هـ. انظر: (( تهذيب التهذيب ) ) (11/ 13) .