قال الطبري رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (القوي: الذي لا يغلبه غالب ولا يرد قضاءه راد ينفذ أمره، ويمضي قضاؤه في خلقه، شديد عقابه لمن كفر بآياته وجحد حججه) [1] ، وقال ابن كثير - رحمه الله تعالى - عند هذه الآية: (أي: لا يغلبه غالب ولا يفوته هارب) [2] .
ويقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:
وهو القوي له القوى جمعا تعالى ... رب ذي الأكوان والأزمان [3]
وقال رحمه الله تعالى: (قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات: 58] . فعلم أن(القوي) من أسمائه ومعناه: الموصوف بالقوة) [4] .
وقال الخطابي رحمه الله تعالى: (هو الذي لا يستولي عليه العجز في حال من الأحوال، والمخلوق وإن وصف بالقوة فإن قوته متناهية وعن بعض الأمور قاصرة) [5] .
وذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى الفرق بين القدرة والقوة فقال:(القدرة يقابلها العجز، والقوة يقابلها الضعف، والفرق بينهما أن القدرة يوصف بها ذو الشعور، والقوة يوصف بها ذو الشعور وغيره.
ثانياً: أن القوة أخص فكل قوي من ذي الشعور قادر وليس كل قادر قوياً) [6] . ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها لعبد العزيز بن ناصر الجليل - ص: 398
(1) (( تفسير الطبري ) ) (10/ 17 - 18) .
(2) (( تفسير ابن كثير ) ) (2/ 320) .
(3) (( النونية ) ) (2/ 218) .
(4) (( مدارج السالكين ) ) (1/ 28) .
(5) (( شأن الدعاء ) ) (ص: 77) .
(6) (( شرح العقيدة الواسطية ) ) (ص: 167) .