وكرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جدا: مثل ما كان (أسيد بن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج وهي الملائكة نزلت لقراءته) [1] ، وكانت (الملائكة تسلم على عمران بن حصين) [2] ، وكان سلمان وأبو الدرداء يأكلان في صحفة فسبحت الصحفة أو سبح ما فيها، وعباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة فأضاء لهما نور مثل طرف السوط فلما افترقا افترق الضوء معهما. رواه البخاري وغيره [3] . وقصة الصديق في الصحيحين (لما ذهب بثلاثة أضياف معه إلى بيته وجعل لا يأكل لقمة إلا ربى من أسفلها أكثر منها فشبعوا وصارت أكثر مما هي قبل ذلك فنظر إليها أبو بكر وامرأته فإذا هي أكثر مما كانت فرفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء إليه أقوام كثيرون فأكلوا منها وشبعوا) [4] . وخبيب بن عدي كان أسيرا عند المشركين بمكة شرفها الله تعالى وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنبة [5] . وعامر بن فهيرة قتل شهيدا فالتمسوا جسده فلم يقدروا عليه وكان لما قتل رفع فرآه عامر بن الطفيل وقد رفع وقال عروة: فيرون الملائكة رفعته [6] . وخرجت أم أيمن مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت من العطش فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حسا على رأسها فرفعته فإذا دلو معلق فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها [7] . وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر الأسد بأنه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى معه الأسد حتى أوصله مقصده [8] . (والبراء بن مالك كان إذا أقسم على الله تعالى أبر قسمه، وكان الحرب إذا اشتد على المسلمين في الجهاد يقولون: يا براء أقسم على ربك فيقول: يا رب أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم فيهزم العدو فلما كان يوم القادسية قال: أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وجعلتني أول شهيد فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا) [9] . وخالد بن الوليد حاصر حصنا منيعا، فقالوا: لا نسلم حتى تشرب السم فشربه فلم يضره [10] .
(1) [14186] )) رواه البخاري (5018) وذكر سورة البقرة بدلاً من الكهف، ومسلم (796) .
(2) [14187] )) رواه ابن سعد في (( الطبقات الكبرى ) ) (4/ 289) .
(3) [14188] )) رواه البخاري (465) . من حديث أنس رضي الله عنه.
(4) [14189] )) رواه البخاري (602) ، ومسلم (2057) . من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه.
(5) [14190] )) رواه البخاري (3045) . من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(6) [14191] )) رواه البخاري (4093) . من حديث عروة بن الزبير رضي الله عنه.
(7) [14192] )) رواه ابن سعد في (( الطبقات الكبرى ) ) (8/ 224) ، والبيهقي في (( دلائل النبوة ) ) (6/ 125) .
(8) [14193] )) رواه الحاكم (2/ 675) ، وأبو نعيم في (( حلية الأولياء ) ) (1/ 369) . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(9) [14194] )) رواه أبو نعيم في (( حلية الأولياء ) ) (1/ 7) ، والبيهقي في (( شعب الإيمان ) ) (7/ 331) بنحوه. من حديث أنس رضي الله عنه. وروى الترمذي أوله (3854) وقال: صحيح حسن من هذا الوجه.
(10) [14195] )) حديث شرب خالد بن الوليد رضي الله عنه السم رواه أبو يعلى (13/ 109) (7186) ، والطبراني (4/ 105) (3809) بلفظ: (( نزل خالد بن الوليد الحيرة على أمر بني المرازبة فقالوا له: احذر السم لا يسقيكه الأعاجم فقال: ائتوني به فأتي به فأخذه بيده ثم اقتحمه وقال: بسم الله فلم يضره شيئاً ) ).. قال الهيثمي في (( مجمع الزوائد ) ) (9/ 353) : رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح وهو متصل ورجالهما ثقات إلا أن أبا السفر وأبا بردة بن أبي موسى لم يسمعا من خالد والله أعلم.