قال تعالى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ [الزمر: 68] وقال تعالى: فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ [النازعات: 13] .
وقال فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ [المؤمنون: 101] .
وقال فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ [الحاقة: 13] .
وقال يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا [النبأ: 18] .
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (( قال أعرابي يا رسول الله ما الصور؟ قال: قرن ينفخ فيه ) ). رواه أحمد [1] .
وعن عطية عن ابن عباس في قوله تعالى: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ [المدثر: 8] ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف نقول؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا ) ). رواه أحمد [2] .
وعن أبي سعيد قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن صاحبي الصور بأيديهما أو في أيديهما قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران ) ). رواه ابن ماجه [3] .
وعن أبي سعيد الخدري قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور فقال: (( عن يمينه جبريل وعن يساره ميكائيل عليهم السلام ) )رواه أحمد [4] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( في الصور إنه قرن قال: كيف هو؟ قال: عظيم. قال: والذي بعثني بالحق إن عظم دارة فيه لعرض السموات والأرض ينفخ فيه ثلاث نفخات(الأولى) نفخة الفزع (والثانية) نفخة الصعق (والثالثة) نفخة القيام لرب العالمين يأمر الله إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول: انفخ نفخة الفزع فيفزع أهل السموات وأهل الأرض إلا من شاء الله، ويأمره تعالى فيمدها ويطيلها ولا يفتر وهي التي يقول الله وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ [ص: 15] فتسير الجبال سير السحاب فتكون سرابا وترتج الأرض بأهلها رجاً فتكون كالسفينة الموبقة في البحر تضربها الأمواج تكفأ بأهلها كالقنديل المعلق، يقول الله تعالى: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ [النازعات: 6 - 10] . فيميد الناس على وجهها وتذهل المراضع وتضع الحوامل. ويشيب الولدان. وتطير الشياطين هاربة من الفزع حتى تأتي الأقطار فتلقاها الملائكة تضرب وجوهها فترجع فيولون مدبرين مالهم من الله من عاصم ينادي بعضهم بعضاً وهو الذي يقول الله يوم القيامة: يَوْمَ التَّنَادِ إلى أن قال: وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم ثم تطوى السماء فإذا هي كالمهل. ثم انشقت السماء فانتشرت نجومها وخسف شمسها وقمرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأموات لا يعلمون بشيء من ذلك الحديث )). رواه الحافظ أبو يعلى [5] .
(قلت) : نفخة الفزع أول مبادئ يوم القيامة كما ورد ولذا فإن الناس يشاهدون أموراً عظاماً وأهوالاً وتضع الحوامل وذلك ما بين نفخة الفزع هذه ونفخة الصعق انتهى. خلاصة معتقد أهل السنة لعبد الله بن سليمان المشعلي - ص: 91
(1) رواه أحمد (2/ 162) (6507) . ورواه أبو داود (4742) ، والترمذي (3244) ، والحاكم (2/ 550) . والحديث سكت عنه أبو داود، وحسنه الترمذي، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(2) رواه أحمد (1/ 326) (3010) ، والحاكم (4/ 603) . قال ابن كثير في (( تفسير القرآن ) ) (2/ 148) ، والشوكاني في (( فتح القدير ) ) (1/ 598) : جيد، وصححه أحمد شاكر في (( عمدة التفسير ) ) (1/ 441) كما أشار إلى ذلك في المقدمة.
(3) رواه ابن ماجه (4984) . قال البوصيري في (( زوائد ابن ماجه ) ) (4/ 253) : هذا إسناد ضعيف، وقال العراقي في (( تخريج الإحياء ) ) (5/ 270) : [فيه] الحجاج بن أرطأة, مختلف فيه، وقال الألباني في (( ضعيف سنن ابن ماجه ) ): منكر والمحفوظ بلفظ (( صاحب القرن ) ).
(4) رواه أحمد (3/ 9) (11084) ، والحاكم (2/ 291) . قال شعيب الأرناؤوط محقق (( المسند ) ): إسناده ضعيف.
(5) لم أقف عليه من رواية أبي يعلى. والحديث رواه الطبراني في (( الأحاديث الطوال ) ) (36) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في (( العظمة ) ) (387) ، والبيهقي في (( البعث والنشور ) ) (669) . قال ابن كثير في (( تفسير القرآن ) ) (3/ 276) : غريب جداً.