فهرس الكتاب
الصفحة 664 من 4009

صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ لله تعالى بالكتاب والسنة، و (العزيز) و (الأعز) من أسماء الله عَزَّ وجلَّ

الدليل من الكتاب:

قوله تعالى: إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [البقرة: 129] .

وقوله: وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ [آل عمران: 26] .

وقوله: فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا [النساء: 139] ، إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا [يونس: 65] ، فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا [فاطر: 10] ، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8]

الدليل من السنة:

حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته ) ) [1] .

حديث ابن عباس رضي الله عنه: (( اللهم أعوذ بعِزَّتك ) ) [2] .

حديث أنس رضي الله عنه: (( لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العِزَّة فيها قدمه، فتقول: قط قط وعِزَّتك، ويزوي بعضها إلى بعض ) ) [3] .

أثر عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ أنهما كانا يقولان في السعي بين الصفا والمروة: (رب اغفر وارحم، وتجاوز عمَّا تعلم؛ إنك أنت الأعزُّ الأكرم) [4] .

قلت: فثبت بذلك أنَّ (الأعز) من أسماء الله الثابتة بالسنة؛ فهذا مما لا يقال بالرأي، و (الأكرم) ثابت بالكتاب والسنة انظر صفة (الكرم) .

المعنى:

بوب البخاري الباب الثاني عشر من كتاب الأيمان والنذور بقوله: باب الحلف بعِزَّة الله وصفاته وكلماته، وفي كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ، ومن حلف بعِزَّة الله وصفاته.

فأنت ترى أنه يثبت صفة العِزَّة لله عَزَّ وجلَّ، ولذلك قال الحافظ: والذي يظهر أنَّ مراد البخاري بالترجمة إثبات العِزَّة لله، رادّاً على من قال: إنه عزيز بلا عِزَّة؛ كما قالوا: العليم بلا علم [5] .

قال الشيخ الغنيمان حفظه الله تعقيباً: قلت: لا يقصد إثبات العِزَّة بخصوصها، بل مع سائر الصفات؛ كما هو ظاهر [6] .

وقال الغنيمان أيضاً: والعِزَّة من صفات ذاته تعالى التي لا تنفك عنه، فغلب بعِزَّته، وقهر بها كل شيء، وكل عِزَّة حصلت لخلقه؛ فهي منه اهـ [7] .

ومعنى (العِزَّة) ؛ أي: المنعة والغلبة، ومنه قوله تعالى: وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ؛ أي: غَلَبني وقهرني، ومن أمثال العرب: (من عزَّ بزَّ) ؛ أي: من غلب استلب [8] . صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص214

(1) رواه مسلم (2620) .

(2) رواه البخاري (7383) ، ومسلم (2717) .

(3) رواه البخاري (6661) ، ومسلم (2848) .

(4) رواه ابن أبي شيبة (3/ 420) ، والطبراني في (( الدعاء ) ) (870) ، والبيهقي (5/ 95) . موقوفاً على ابن مسعود رضي الله عنه. وقال العراقي في (( المغني ) ) (1/ 424) : إسناده صحيح. وقال ابن حجر في (( الفتوحات الربانية ) ) (4/ 401 - 402) : موقوف صحيح الإسناد. ورواه ابن أبي شيبة (3/ 420) موقوفاً على ابن عمر رضي الله عنهما. وقال الألباني - رحمه الله - في (( مناسك الحج والعمرة ) ) (ص28) : رواه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما بإسنادين صحيحين. والحديث رواه الطبراني في (( الأوسط ) ) (3/ 147) مرفوعاً بسند ضعيف من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. انظر: (( مجمع الزوائد ) ) (3/ 248) ، و (( تلخيص الحبير ) ) (2/ 251) .

(5) (( فتح الباري ) ) (13/ 370) .

(6) (( شرح كتاب التوحيد ) ) (1/ 150) .

(7) (( شرح كتاب التوحيد ) ) (1/ 149) .

(8) انظر: (( معاني القرآن الكريم ) )للنحاس (2/ 219) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام