فهرس الكتاب
الصفحة 2286 من 4009

المبحث الثاني: علم الله بأهل الجنة وأهل النار

وروى البخاري عن عمران بن حصين قال: قال رجل: يا رسول الله، (( أَيُعْرف أهل الجنة من أهل النار؟ فقال: نعم. قال: فلم يعملون؟ قال: كلٌّ يعمل لما خلق له، أو يسر له ) ) [1] . وروى مسلم في (صحيحه) عن علي قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد. فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله، ومعه مِخْصَرةٌ. فنكّس. فجعل ينكث بمخصرته، ثم قال: (( ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة، إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار، وإلا قد كتبت شقيّه أو سعيدة ) ). قال: فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نمكث على كتابنا، وندع العمل؟ فقال: (( من كان من أهل السعادة، فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة ) ). فقال: (( اعملوا فكل ميسر، أمّا أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأمّا أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ) ). ثم قرأ: فَأَما مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَما مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل: 5 - 10] [2] . الإيمان بالقضاء والقدر لعمر بن سليمان الأشقر - ص36

(1) رواه البخاري (6596) .

(2) رواه مسلم (2647) . والحديث رواه البخاري (4948) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام