فهرس الكتاب
الصفحة 2127 من 4009

المطلب الثاني: طعام أهل الجنة وشرابهم

وأما طعام أهل الجنة، وشرابهم ومصرفه فقد قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [المرسلات: 41 - 42] . وقال تعالى: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة: 24] . وقال تعالى: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ [الزخرف: 72 - 73] . وقال: مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا [الرعد: 35] وقال تعالى: يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين: 25 - 26] .

وأخرج مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يأكل أهل الجنة، ويشربون، ولا يتمخطون، ولا يتغوطون، ولا يبولون، طعامهم ذلك جشاء كريح المسك، يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس ) )وفيه أيضاً عنه أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: فما بال الطعام؟ قال: (( جشاء ورشح كرشح المسك, يلهمون التسبيح والحمد ) ) [1]

قوله: فما بال الطعام؟ قال: (( جشاء ) )كذا في جميع نسخ مسلم. قال الوقشي ولعله (فمال) ؛ لأنه جاء في رواية الزبيدي (أن يهودياً) يعني حديث ابن أرقم الذي أخرجه الإمام أحمد: قال في (مشارق الأنوار) والبال: يأتي بمعنى الحال كقوله ما بال هذه؟ أي: ما حالها وشأنها؟ فمعناه: ما بال عقبا الطعام؟ وما شأن عقباه؟ وأخرج الإمام أحمد، والنسائي بإسناد صحيح عن زيد بن أرقم قال: (( جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون، قال: نعم. والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل، والشرب، والجماع، والشهوة. قال: فإن الذي يأكل، ويشرب يكون له حاجة، وليس في الجنة أذى، قال تكون حاجة أحدهم رشحاً يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه ) ) [2] . ورواه الحاكم في صحيحه بنحوه.

وفي (حادي الأرواح) [3] عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لتنظر إلى الطير في الجنة، فتشتهيه، فيخر بين يديك مشوياً ) ) [4] .

وأخرج الحاكم عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إن في الجنة طيراً مثل البخاتي، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إنها لناعمة يا رسول الله قال: أنعم منها من يأكلها يا أبا بكر ) ). [5]

(1) رواه مسلم (2835) .

(2) رواه أحمد (4/ 371) (19333) ، والنسائي في (( السنن الكبرى ) ) (6/ 454) (11478) . قال المنذري في (( الترغيب والترهيب ) ) (4/ 381) : رواته محتج بهم ي الصحيح، وصحح إسناده العراقي في (( تخريج الإحياء ) ) (5/ 305) .

(3) (( حادي الأرواح ) ) (ص: 269) .

(4) رواه البيهقي في (( البعث والنشور ) ) (307) ، وابن أبي الدنيا في (( صفة الجنة ) ) (100) ، وابن عدي في (( الكامل في الضعفاء ) ) (3/ 75) . وقال: ليس بمستقيم ولا يتابع عليه.

(5) رواه البيهقي في (( البعث والنشور ) ) (308) ، وابن عدي في (( الكامل ) ) (7/ 122) . وقال: [فيه] الفضل بن مختار لا يتابع عليه إما إسنادا وإما متنا.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام