الجهل يأتي بعدة معانى منها: خلو النفس من العلم [1] وهو المشهور، ومنها: اعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه [2] ، ومنها: فعل الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل سواء اعتقد فيه اعتقاداً صحيحاً أو فاسداً [3] ومنه قوله سبحانه: فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ [الحجرات:6] . وقد سبق الكلام عن أدلة أهل العلم في العذر بالجهل، ومقصودهم بالجهل الذي يعذر صاحبه: أن يقول قولاً أو يعتقد اعتقاداً بخلاف (الحق) ، غير عالم وغير قاصد للمخالفة، رغم اجتهاده في رفع الجهل عن نفسه، وهو بهذا المعنى يتفق مع الخطأ حيث إن الجاهل والمخطئ - حسب هذا المفهوم- غير قاصدين للمخالفة، لذلك وردت النصوص من الكتاب والسنة في إعذارهما ورفع الإثم عنهما - في الحقيقة- في حكم من لم تقم عليه الحجة والله أعلم. نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف لمحمد بن عبدالله بن علي الوهيبي- 1/ 302
(1) انظر (( المفردات ) ) (ص: 102) (( لسان العرب ) ) (11/ 129) .
(2) انظر (( المفردات ) ) (ص: 102) (( لسان العرب ) ) (ص: 84) .
(3) انظر (( المفردات ) ) (ص: 102) .