فهرس الكتاب
الصفحة 521 من 4009

اسمه سبحانه (الوكيل) يأتي بمعنى الوكيل العام على جميع خلقه، وذلك لأنه خالقهم ومدبر أمرهم والمتكفل بأرزاقهم وحاجاتهم ومحييهم ومميتهم، وذلك كما في قوله تعالى: ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الأنعام: 102] .

يقول الطبري رحمه الله تعالى عند هذه الآية: (والله على كل ما خلق من شيء رقيب وحفيظ، يقوم بأرزاق جميعه وأقواته وسياسته وتدبيره وتصريفه بقدرته) [1] .

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الزمر: 62] .

(فإخباره بأنه على كل شيء وكيل، يدل على إحاطة علمه بجميع الأشياء، وكمال قدرته على تدبيرها، وكمال تدبيره، وكمال حكمته التي يضع بها الأشياء مواضعها) [2] .

ويقول في موطن آخر: (-والوكيل- المتولي لتدبير خلقه بعلمه وكمال قدرته وشمول حكمته، الذي يتولى أولياءه فيسرهم لليسرى وجنبهم العسرى وكفاهم الأمور) [3] .

أما المعنى الخاص (للوكيل) فهو ما ذكره الشيخ السعدي سابقاً بقوله: (الذي يتولى أولياءه فيسرهم لليسرى وجنبهم العسرى وكفاهم الأمور) [4] ، وهو المراد في قوله تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً [الأحزاب: 3] ، وقوله سبحانه: فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران: 173] .

وهذه الوكالة خاصة بالمؤمنين حيث إن فيها معنى زائد على المعنى العام الذي سبق ذكره وهو معيته الخاصة بأوليائه وإعانته ونصرته لهم.

فتلخص من (الوكيل) المعاني التالية:

1 -الكفيل. 2 - الكافي. 3 - المدبر الحفيظ لخلقه القدر على ذلك.

أما معنى (الكفيل) : فيقول ابن جرير رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً أي: (وقد جعلتم الله بالوفاء بما تعاقدتم عليه على أنفسكم راعياً، يرعى الموفي منكم بعهد الله الذي عاهد على الوفاء به والناقض .. وساق بسنده إلى مجاهد في معنى(كفيلا) قال: وكيلاً) [5] .

وقال القرطبي رحمه الله: (-كفيلاً- يعني: شهيداً، ويقال: حافظاً، ويقال: ضامناً) [6] . ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها - عبد العزيز بن ناصر الجليل - ص: 475

(1) (( تفسير الطبري ) ) (7/ 299) .

(2) (( تفسير السعدي ) ) (4/ 335) .

(3) (( تفسير السعدي ) ) (5/ 488) .

(4) (( تفسير السعدي ) ) (5/ 488) .

(5) (( تفسير الطبري ) ) (14/ 110، 111) .

(6) (( تفسير القرطبي ) ) (10/ 170) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام