فهرس الكتاب
الصفحة 934 من 4009

رابعا: الآثار الإيمانية لصفة وجه الله تعالى

أ- قصد وجه الله بصالح الأعمال:

قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الكهف: 28] أي: يقصدون وجه الله بالرضا، أي رضا وجهه سبحانه، وقال سبحانه: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ [الإنسان: 9] . وقال تعالى: وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى [الليل: 19 - 21] . فجعل غاية أعمال الأبرار والمقربين والمحبين إرادة وجهه [1] . أي: يقصدون بأعمالهم وجه الله، بدخولهم الجنة ورؤيته فيها.

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا شيء له ) )فأعادها ثلاث مرات، يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا شيء له ) )ثم قال: (( إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغي به وجهه ) ) [2] .

وعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة ) ) [3] .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما من جرعة أعظم أجراً عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله ) ) [4] .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ) ) [5] -يعني: ريحها-.

وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ... فإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ) [6] .

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ... إنك لن تخلف، فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله تعالى، إلا ازددت به خيراً، ودرجة ورفعة ) ) [7] .

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري فقال: (( من قال: لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ) ) [8] .

ومتى أنفق العبد ليريد من المنفق عليه جزاء بوجه من الوجوه، فهذا لم يرد وجه الله، وإنما يقبل ما كان عطاؤه لله، وقصده ابتغاء وجه الله.

(1) (( تهذيب المدارج ) ) (ص: 819) .

(2) رواه النسائي (3140) وقال المنذري في (( الترغيب والترهيب ) ) (1/ 40) : إسناده جيد وقال ابن رجب في (( جامع العلوم والحكم ) ) (1/ 81) : إسناده جيد.

(3) رواه البخاري (450) ومسلم (533) .

(4) رواه ابن ماجه (4329) والإمام أحمد13/ 286 قال المنذري في (( الترغيب والترهيب ) ) (3/ 386) رواته محتج بهم في الصحيح، وقال الألباني في (( صحيح ابن ماجه ) ) (3396) : صحيح.

(5) رواه أبو داود (3664) وابن ماجه (252) وسكت عنه أبو داود [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] . وقال محمد المناوي في (( تخريج أحاديث المصابيح ) ) (1/ 165) : رجاله رجال الصحيحين.

(6) رواه البخاري (4501) ومسلم (33) .

(7) رواه البخاري (4409) ومسلم (1628) .

(8) رواه الإمام أحمد 5/ 391 وابن أبي شيبة كما في (( إتحاف الخيرة المهرة ) ) (6125/ 1) والبيهقي في (( الأسماء والصفات ) ) (651) قال المنذري في (( الترغيب والترهيب ) ) (2/ 108) إسناده لا بأس به. وقال الهيثمي في (( مجمع الزوائد ) ) (2/ 327) : رجاله موثقون.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام