ومما يضر الميت في قبره ما عليه من دين، فعن سعد بن الأطول رضي الله عنه: (( أن أخاه مات وترك ثلاثمائة درهم، وترك عيالاً، قال: فأردت أن أنفقها على عياله، قال: فقال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم: إن أخاك محبوس بدينه، فاذهب فاقض عنه، فذهبت فقضيت عنه، ثم جئت، قلت: يا رسول الله، قد قضيت عنه إلا دينارين ادعتهما امرأة، وليست لها بيِّنه، قال: أعطها فإنها محقة. وفي رواية: صادقة ) ) [1] .
فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك الصحابي محبوس بسبب دينه، ويمكن أن يُفسّر هذا الحبس الحديث الآخر حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( إنه مأسور بدينه عن الجنة ) )، ففي الحديث الذي يرويه سمرة بن جندب (( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة،(وفي رواية صلى الصبح) ، فلما انصرف قال: أهاهنا من آل فلان أحد؟ (فسكت القوم، وكان إذا ابتدأهم بشيء سكتوا) ، فقال ذلك مراراً، (ثلاث لا يجيبه أحد) ، (فقال رجل: هو ذا) ، قال: فقام رجل يجر إزاره من مؤخر الناس، (فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما منعك في المرتين الأوليين أن تكون أجبتني؟) أما إني لم أنوِّه باسمك إلا لخير، إن فلاناً - لرجل منهم - مأسور بدينه (عن الجنة، فإن شئتم فافدوه، وإن شئتم فأسلموه إلى عذاب الله) ، فلو رأيت أهله ومن يتحرَّون أمره قاموا فقضوا عنه، (حتى ما أحد يطلبه بشيء ) ) [2] . القيامة الصغرى لعمر بن سليمان الأشقر - ص 61
(1) رواه ابن ماجه (1988) وأحمد (4/ 136) (17266) ، وأبو يعلى (3/ 80) (1510) ، والطبراني (6/ 46) (5466) ، والبيهقي (10/ 142) (20286) . قال البوصيري (3/ 71) : ليس لسعد هذا عند ابن ماجه سوى هذا الحديث وليس له شيء في الكتب الخمسة وإسناد حديثه صحيح، وقال الهيثمى (4/ 129) : فيه عبد الملك بن أبى جعفر وقد ذكره ابن حبان في الثقات ولم أجد من ترجمه، وقال الشوكاني في (( السيل الجرار ) ) (4/ 495) : إسناده رجاله ثقات.
(2) رواه أبو داود (3341) ، والنسائي (7/ 315) ، وأحمد (5/ 20) (20244) ، والطبراني (7/ 179) (6771) . والحديث سكت عنه أبو دواد، وحسنه الألباني في (( صحيح سنن أي داود ) ).