قال الراغب الأصفهاني:(الحشر: إخراج الجماعة من مقرهم, وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها.
ويطلق على الإزالة يقال: حشرت السنة مال بني فلان أي: أزالته عنهم، ولا يقال الحشر إلا في الجماعة) [1] .
قال تعالى: قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ [الشعراء: 36] ، وقوله تعالى: وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ [ص: 19] ، وقوله تعالى: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ [التكوير: 5] .
إلى غير ذلك من الآيات الواردة في هذا المعنى، وهي كثيرة تدل على إطلاق لفظة الحشر على الكثرة والجماعة، مراداً بها جمع الناس في مكان.
وعرفه القرطبي بأنه الجمع [2] ، وهو ما عرفه به كذلك البرديسي [3] ، والسفاريني [4] .
وقال الأزهري نقلاً عن الليث: (الحشر: حشر يوم القيامة. ثم ذكر أن من معانيه وروده بمعنى الجمع الذي يحشر إليه القوم، وكذلك إذا حشروا إلى بلد أو معسكر ونحوه) [5] .
ويقول أبو هلال العسكري: (الحشر: هو الجمع مع السوق، والشاهد قوله تعالى: قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ [الشعراء: 36] ، أي ابعث من يجمع السحرة ويسوقهم إليك، ومنه يوم الحشر لأن الخلق يجمعون فيه ويساقون إلى الموقف) [6] .
وهو ما ذكره الزمخشري في (أساس البلاغة) [7] .
قال البرديسي: (وأما المحشر بفتح الشين فهو المصدر، وبكسرها اسم للموضع، وبعضهم يذهب إلى أن الكل بمعنى واحد، ونقل عن الجوهري أنه قال: المحشر بالكسر موضع الحشر. قال: وذكر صاحب العين أن المحشر بالكسر والفتح الموضع الذي يحشر الناس إليه) [8] . الحياة الآخرة لغالب عواجي-1/ 67
(1) (( المفردات ) ) (ص: 199) .
(2) (( التذكرة ) ) (ص: 242) .
(3) (( تكملة شرح الصدور ) ) (ص: 16) ، (( مختصر اللوامع ) ) (ص: 388) .
(4) (( لوامع الأنوار البهية ) ) (2/ 158) .
(5) (( تهذيب اللغة ) ) (4/ 177) .
(6) (( الفروق في اللغة ) ) (ص: 136) .
(7) (( أساس البلاغة ) ) (ص: 84) .
(8) (( تكملة شرح الصدور ) ) (ص: 16) .