فهرس الكتاب
الصفحة 2113 من 4009

المطلب السادس: مقدار ما يدخل الجنة من هذه الأمة

يدخل من هذه الأمة الجنة جموع كثيرة الله أعلم بعددهم، ففي (صحيح البخاري) عن سعيد بن جبير قال: حدثني ابن عباس، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (( عرضت علي الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب ) ) [1] والسواد الأول الذي ظنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمته هم بنو إسرائيل، كما في بعض الروايات في (الصحيح) (( فرجوت أن تكون أمتي فقيل: هذا موسى وقومه ) ). [2] ولا شك أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أكثر من بني إسرائيل، ففي الحديث: (( فإذا سواد كثير ) )قال ابن حجر في رواية سعيد بن منصور (( عظيم ) )وزاد (( فقيل لي: انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر مثله ) )، وفي رواية ابن فضيل: (( فإذا سواد قد ملأ الأفق، فقيل لي: انظر هاهنا، وهاهنا في آفاق السماء ) ) [3] وفي حديث ابن مسعود: (( فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال ) ) [4] ، وفي لفظ لأحمد: (( فرأيت أمتي قد ملؤوا السهل والجبل، فأعجبني كثرتهم وهيئتهم، فقيل: أرضيت يا محمد؟ قلت: نعم يا رب ) ) [5] وقد ورد في بعض الأحاديث أن مع كل ألف من السبعين ألفاً سبعين ألفاً، وثلاث حثيات من حثيات الله، ففي (مسند أحمد) ، و (سنن الترمذي) و (ابن ماجه) عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً لا حساب عليهم، ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفاً، وثلاث حثيات من حثيات ربي ) ) [6] ، ولا شك أن الثلاث حثيات تدخل الجنة خلقاً كثيراً. وقد كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يرجو أن تكون هذه الأمة نصف أهل الجنة، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذكر بعث النار، قال صلوات الله وسلامه عليه في آخره: (( والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة"فكبرنا. فقال:"أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة"، فكبرنا. فقال:"أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة"فكبرنا. قال:"ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود ) ) [7]

(1) رواه البخاري (6541) .

(2) رواه البخاري (5705) .

(3) رواه البخاري (5705) .

(4) رواه أحمد (1/ 401) (3806) , وابن حبان (16/ 341) , والطبراني (10/ 6) , والطيالسي (1/ 53) , قال ابن كثير في (( التفسير ) ) (2/ 79) : إسناده صحيح من هذا الوجه, وقال الهيثمي في (( مجمع الزوائد ) ) (10/ 408) : [روي] بأسانيد وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح , وقال أحمد شاكر في (( مسند أحمد ) ): إسناده صحيح, وصححه الألباني في (( صحيح الموارد ) ) (2235) .

(5) رواه أحمد (1/ 454) (4339) , والحاكم (4/ 460) , وأبو يعلى (9/ 233) , قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد من أوجه ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي.

(6) رواه الترمذي (2437) ، وأحمد (5/ 268) (22357) ، وابن ماجه (4286) . قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وحسنه ابن حجر في (( هداية الرواة ) ) (5/ 172) - كما ذكر ذلك في المقدمة - وقال الألباني في (( صحيح سنن ابن ماجه ) ): صحيح.

(7) رواه البخاري (3348) ، ومسلم (222) ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام