فهرس الكتاب
الصفحة 2188 من 4009

المطلب التاسع: صفات أهل النار

عن حارثة بن وهب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف, لو أقسم على الله لأبره, ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل, جواظ, مستكبر ) ) [1] .

و (العتل) قال مجاهد وعكرمة: (هو القوي) [2] ، وقال أبو رزين: (هو الصحيح) [3] .

وقال عطاء بن يسار: عن وهب الذماري قال: (تبكي السماء والأرض من رجل أتم الله خلقه, وأرحب جوفه, وأعطاه معظماً من الدنيا, ثم يكون ظلوماً غشوماً للناس, لذلك العتل الزنيم) [4] .

وقال إبراهيم النخعي: (العتل: الفاجر, والزنيم: اللئيم في أخلاق الناس) .

وروى شهر بن حوشب عن عبدالرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يدخل الجنة جواظ, ولا جعظري, ولا العتل الزنيم, فقال رجل من المسلمين: ما الجواظ, الجعظري, والعتل الزنيم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجواظ الذي جمع ومنع, وأما الجعظري فالفظ الغليظ قال الله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159] وأما العتل الزنيم فشديد الخلق, رحيب الجوف, مصحح, أكول, شروب, واجد للطعام, ظلوم للأنام ) ) [5] .

وروى معاوية بن صالح عن كثير بن الحارث عن القاسم مولى معاوية قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم قال: (( هو الفاحش اللئيم ) ) [6] وقال معاوية: وحدثني عياض بن عبدالله الفهري عن موسى بن عقبة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك خرجه كله ابن أبي حاتم [7] .

وأما المستكبر فهو الذي يتعاطى الكبر على الناس والتعاظم عليهم, وقد قال الله تعالى: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر:60] وقد ذكرنا فيما سبق حديث: (( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر, يساقون إلى سجن في النار يقال له: بولس, تعلوهم نار الأنيار, يغشاهم الذل من كل مكان ) ) [8] فإن عقوبة التكبر الهوان والذل كما قال الله تعالى: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ [الأحقاف:20]

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل قال: (( الكبرياء ردائي, والعظمة إزاري, فمن نازعني واحداً منهما عذبته بناري ) )يعني: ألقيته في جهنم [9] .

(1) رواه البخاري (4918) ، ومسلم (2853) .

(2) (( تفسير ابن كثير ) ) (8/ 193) .

(3) رواه الطبري في تفسيره (23/ 536) ،

(4) رواه الطبري في تفسيره (23/ 536) .

(5) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (ص: 3309) .

(6) رواه الطبري في تفسيره (23/ 536) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (ص: 3310) .

(7) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (ص: 3310) .

(8) رواه الترمذي (2492) ، أحمد (2/ 179) (6677) . من حديث جد عمرو بن شعيب. قال الترمذي: حسن صحيح، وحسنه البغوي في (( شرح السنة ) ) (6/ 537) ، وابن حجر في (( تخريج مشكاة المصابيح ) ) (4/ 474) كما قال ذلك في المقدمة.

(9) رواه مسلم (2620) بلفظ (( العز إزاره ) )، ورواه أبو داود (4090) ، وأحمد (2/ 414) (9348) كلاهما بلفظ (( قذفته ) )، وابن ماجه (3383) ، وابن حبان (12/ 486) كلاهما بلفظ: (( ألقيته ) ). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام