وأخرجه ابن حبان من طريق خلف بن خليفة به بلفظ: (( الحنَّان المنَّان ) ) [1] .
وخلف بن خليفة: قال عنه الحافظ في (التقريب) : صدوق، اختلط في الآخر، وادَّعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي، فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد اهـ [2] .
الثالث: روى الإمام أحمد وغيره حديث: (( أنَّ عبداً في جهنم لينادي ألف سنة يا حنَّان يا منَّان ) ) [3] وإسناده ضعيف
الرابع: روى الحاكم من طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان حديث: (( إنَّ لله تعالى تسعةً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ) )فذكرها وعدَّ منها: (( الحنَّان ) ) [4] ، وعبد العزيز هذا ضعيف، قال عنه الحافظ: متفق على ضعفه، وهَّاه البخاري ومسلم وابن معين، وقال البيهقي: ضعيف عند أهل النقل اهـ [5] .
قال الخطابي: ومما يدعو به الناس خاصُّهم وعامُّهم، وإن لم تثبت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحنَّان اهـ [6]
هذا حسب النسخة المغربية كما أفاده الأستاذ أحمد يوسف الدقاق محقق الكتاب، وفي النسخة التيمورية زيادة: (( المنَّان ) )، وأظنها خطأ من الناسخ، وعلى أية حال فقد تقدم إثبات أنَّ (( المنَّان ) )من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ
والخلاصة: أنَّ عدَّ بعضهم (الحنَّان) من أسماء الله تعالى فيه نظر؛ لعدم ثبوته والله أعلم صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص119
(1) رواه ابن حبان (3/ 175) . وحسنه ابن حجر في (( هداية الرواة ) ) (2/ 430) - كما أشار في مقدمته -، وقال الألباني في (( مشكاة المصابيح ) ) (2230) : إسناده صحيح.
(2) (( تقريب التهذيب ) ) (1731) .
(3) رواه أحمد (3/ 230) (13435) ، وقال الهيثمي في (( مجمع الزوائد ) ) (10/ 387) : رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير أبي ظلال وضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان. وقال العراقي في (( المغني ) ) (4/ 9) : أخرجه أحمد وأبو يعلى من رواية أبي ظلال القسملي عن أنس وأبو ظلال ضعيف واسمه هلال بن ميمون. وقال ابن حجر في (( القول المسدد ) ) (ص34 - 35) :أورده ابن الجوزي في (( الموضوعات ) )من طريق (( المسند ) )أيضاً وقال: هذا حديث ليس بصحيح. قال ابن معين: أبو ظلال ليس بشيء. وقال ابن حبان: كان مغفلا يروي عن أنس ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به بحال. قلت: قد أخرج له الترمذي وحسّن له بعض حديثه، وعلق له البخاري حديثاً، وأخرج هذا الحديث ابن خزيمة في كتاب (( التوحيد ) )من صحيحه إلا أنه ساقه بطريقة له تدل على أنه ليس على شرطه في الصحة، وفي الجملة ليس هو موضوعاً وأخرجه البيهقي في (( الأسماء والصفات ) )له من وجه آخر عن سلام بن مسكين. وأبو ظلال قد قال فيه البخاري: إنه مقارب. وقال أبو بكر الآجري: في أواخر طريق حديث الإفك له: حدثنا عبد الله بن عبد الحميد ثنا زياد بن أيوب ثنا مروان بن معاوية ثنا مالك بن أبي الحسن عن الحسن قال: يخرج رجل من النار بعد ألف عام فقال الحسن: ليتني كنت ذلك الرجل انتهى. فهذا شاهد لبعض حديث أنس. اهـ. قال الألباني في (( السلسلة الضعيفة ) ) (1249) : ضعيف جداً.
(4) رواه الحاكم (1/ 63) .
(5) (( تلخيص الحبير ) ) (4/ 172 - 173) .
(6) (( شأنَّ الدعاء ) ) (ص105) .