فهرس الكتاب
الصفحة 3782 من 4009

ثم إن من شرط ولاية الله سبحانه وتعالى هو أن يؤمن الإنسان بالله وبرسوله وأن يتبع الرسول في الظاهر والباطن وكل من يدعي محبة الله وولايته بدون متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كاذب مفتر دجال وليس من أولياء الله بل هو من أولياء الشيطان قال تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ [آل عمران: 31]

قال الحسن البصري رحمه الله:

(ادعى قوم أنهم يحبون الله فأنزل الله هذه الآية محنة لهم وقد بين الله فيها أن من اتبع الرسول يحبه ومن ادعى محبة الله ولم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فليس من أولياء الله وإن كان كثير من الناس يظنون في أنفسهم أو غيرهم أنهم من أولياء الله ولا يكونون من أولياء الله.

فاليهود والنصارى يدعون أنهم أولياء الله وأنه لا يدخل الجنة إلا من كان معهم بل يدعون أنهم أبناؤه وأحباؤه.

وكان مشركو العرب يدعون أنهم أهل الله لسكناهم مكة ومجاورتهم البيت وكانوا يستكبرون على غيرهم) [1] .

ولكن الصوفية خصصوا لولاية الله سبحانه وتعالى أعداداً معينة في حدود الأربعين أو الثلاثمائة أو غيرها من الأعداد التي يذكرها المتصوفة لمن يطلقون عليهم أنهم أولياء الله وأصبحوا يصفونهم بأوصاف لا تليق إلا بالله سبحانه وتعالى حيث ادعوا بأن الأولياء يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون تصرفاً مطلقاً ويدعون ويستغاث بهم من دون الله وهذه كلها معتقدات فاسدة دخيلة على الإسلام جلبها المتصوفة من الطوائف الوثنية الضالة التي تعبد البشر من دون الله. مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية وأثرها السيء على الأمة الإسلامية لإدريس محمود إدريس- 2/ 548

(وولاية الله موافقته بأن تحب ما يحب وتبغض ما يبغض وتكره ما يكره وتسخط ما يسخط وتوالي من يوالي وتعادي من يعادي) [2] .

(والمراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته) [3] .

وقال ابن القيم رحمه الله: (فالولاية هي عبارة عن موافقة الولي الحميد في محابه ومساخطه) [4] .

وقال أيضاً رحمه الله: (فولي الله هو القريب منه المختص به) [5] .

وقال ابن تيمية رحمه الله: (والولاية هي الإيمان والتقوى المتضمنة للتقرب بالفرائض والنوافل) [6] .

وقال أيضاً رحمه الله: (فولي الله من والاه بالموافقة له في محبوباته ومرضاته وتقرب إليه بما أمر به من طاعته) [7] .

وقال السيوطي رحمه الله: (وهو العارف بالله حسب ما يمكن، المواظب على الطاعات المجتنب للمعاصي المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات) [8] . التعريفات الاعتقادية لسعد بن محمد بن علي آل عبد اللطيف- ص: 322

(1) (( الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) ) (ص: 9) .

(2) (( الاستقامة ) ) (2/ 128) لابن تيمية.

(3) (( فتح الباري ) ) (10/ 350) لابن حجر.

(4) (( الجواب الكافي ) ) (ص: 137) ، وانظر: (( شرح العقيدة الطحاوية ) ) (ص: 705) .

(5) (( بدائع الفوائد ) ) (3/ 106) .

(6) (( مجمود الفوائد ) ) (10/ 440) .

(7) (( مجمود الفوائد ) ) (11/ 62) .

(8) (( إتمام الدراية ) ) (ص: 7) ، وانظر: (( مجموع الفتاوى ) ) (2/ 373) ، (11/ 161) ، و (( تفسير الخازن ) ) (2/ 451) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام