فهرس الكتاب
الصفحة 3037 من 4009

وقال - أي: الخطابي: ويدل عليه التعبير بإذا، فإنها تدل على تكرار الفعل [1] ، وتعقبه الحافظ ابن حجر فقال: والأولى ما قاله الكرماني: إنّ حذف المفعول من (حدّث) يدل على العموم، أي: إذا حدّث في كل شيء كذب فيه، أو يصير قاصراً، أي: إذا وجد ماهية الحديث كذب، وقيل: محمول على من غلبت عليه هذه الخصال وتهاون بها واستخف بأمرها، فإن من كان كذلك كان فاسد الاعتقاد غالباً [2] ، وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله بعدما شرح هذه الخصال: وحاصل الأمر أن النفاق الأصغر كله يرجع إلى اختلاف السريرة والعلانية كما قاله الحسن ... [3] .

ومن هذا الباب الإعراض عن الجهاد فإنه من خصال المنافقين [4] ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق ) ) [5] ، ومن ذلك ما رواه البخاري في (باب ما يكره من ثناء السلطان، وإذا خرج قال غير ذلك) : قال أناس لعبدالله بن عمر: إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال: كنا نعدها نفاقاً [6] .

(1) (( فتح الباري ) ) (1/ 90) .

(2) (( فتح الباري ) ) (1/ 91) . وانظر أقوالاً أخرى حول الحديث في نفس الموضوع في (( شرح صحيح مسلم ) )للنووي (2/ 46 - 47) ، و (( حاشية مختصر المنذري ) ) (7/ 53) ، و (( شرح السنة ) ) (1/ 76) ، و (( جامع العلوم والحكم ) ) (ص406 ) ) ، و (( عارضة الأحوذي ) ) (10/ 98، 99) .

(3) (( جامع العلوم والحكم ) ) (ص406) .

(4) (( مجموع الفتاوى ) ) (28/ 436) ، و (( شرح صحيح مسلم ) )للنووي (13/ 56) .

(5) رواه مسلم (1910) . من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(6) رواه البخاري (7178) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام