فهرس الكتاب
الصفحة 2385 من 4009

ثم اعلموا أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقا، ولا تجزئ معرفة القلب ونطق اللسان حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الثلاث الخصال كان مؤمناً، دل على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء المسلمين .. ) [1] .

ثم ساق من النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، والآثار السلفية ما يدل على ذلك ويؤيده. زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه لعبد الرزاق البدر- ص:21 - 25

قال حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في شرح قوله في منظومة سلم الوصول

اعْلَمْ بِأَنَّ الدينَ قوْلٌ وعَمَلْ ... فَاحْفَظْهُ وَافْهَمْ مَا عَلَيْهِ ذَا اشْتَمَلْ

قال: (اعلم) يا أخي وفقني الله وإياك والمسلمين (بأن الدين) الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه ورضيه لأهل سماواته وأرضه وأمر أن لا يعبد إلا به ولا يقبل من أحد سواه ولا يرغب عنه إلا من سفه نفسه ولا أحسن دينا ممن التزمه واتبعه هو (قول) أي بالقلب واللسان (وعمل) أي بالقلب واللسان والجوارح فهذه أربعة أشياء جامعة لأمور دين الإسلام.

الأول قول القلب وهو تصديقه وإيقانه قال الله تعالى: وَالذِّي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ المحُسْنِين [الزمر: 33 - 34] وقال الله تعالى: وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ [الأنعام: 75] وقال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات: 15] صدقوا ثم لم يشكوا وفي حديث الدرجات العلى: (( بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ) ) [2] وقال الله تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ [البقرة: 3] وقال الله تعالى: قُولُواْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة: 136] الآيات وقال الله تعالى: وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ [الشورى: 15] وغير ذلك من الآيات.

وفي حديث الشفاعة: (( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه من الخير ما يزن شعيرة ) ) [3] الحديث.

وفي حديث الآخرة: (( فيقال انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان ثم من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ثم من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان ) ) [4] .

(1) (( الشريعة ) )للآجري (19) وانظر (( شرح اعتقاد أهل السنة ) )للالكائي (4/ 832) .

(2) رواه البخاري (3256) ، ومسلم (2831) . من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

(3) رواه البخاري (7410) ، ومسلم (193) . من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

(4) رواه البخاري (7510) ، ومسلم (193) . من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام