فهرس الكتاب
الصفحة 2102 من 4009

وأخرج (أبو نعيم) عن أبي هريرة مرفوعاً: (( رائحة الجنة توجد من مسيرة خمسمائة عام ) ) [1] .

وأخرج الطبراني عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام والله لا يجدها عاق، ولا قاطع رحم، ولا شيخ زان، ولا جار إزاره خيلاء ) ) [2] .

وأخرج أبو داود الطيالسي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: (( من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة, وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ) ) [3] .

أخرج الطبراني، وأبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً قال: (( تراح رائحة الجنة من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجد ريحها منان بعمله، ولا عاق، ولا مدمن خمر ) ) [4] .

وأخرج أبو داود، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم وصححه عن أبي هريرة مرفوعاً: (( من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ) ) [5] .

... والجمع بين هذه الأحاديث أنه يختلف ذلك باختلاف الشام، وهذا الذي أومأ إليه المحقق في (حادي الأرواح) [6] حيث قال: (وهذه الألفاظ لا تعارض بينها والله الموفق) .

قال في (حادي الأرواح) [7] : (وأشهد الله سبحانه عباده في هذه الدار آثاراً من آثار الجنة، وأنموذجاً منها من الرائحة الطيبة، واللذات المشتهاه، والمناظر البهية، والفاكهة الحسنة، والنعيم والسرور، وقرة العين) .

وأخرج أبو نعيم عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: (( يقول الله عز وجل للجنة: طيبي لأهلك فتزداد طيباً. فذلك البرد الذي يجده الناس بالسحر من ذلك ) ) [8] ، كما جعل سبحانه نار الدنيا وآلامها وأحزانها مذكرة بنار الآخرة قال تعالى في هذه النار: نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا [الواقعة: 73] .

وأخبر الصادق صلى الله عليه وسلم أن: (( شدة الحر والبرد من أنفاس جهنم ) ) [9] . فلابد أن يشهد عباده أنفاس جنته، وما يذكرهم بها، والله المستعان. البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد بن أحمد السفاريني - 3/ 1075

(1) رواه أبو نعيم في (( الحلية ) ) (3/ 307) وفي (( صفة الجنة ) ) (2/ 42) ، والحديث أصله في مسلم (2128) .

(2) رواه الطبراني في (( المعجم الأوسط ) ) (6/ 18) (5664) . قال الهيثمي في (( مجمع الزوائد ) ) (5/ 128) : فيه محمد بن كثير الكوفي وهو ضعيف جدا، وقال في (8/ 151) : [فيه] محمد بن كثير عن جابر الجعفي وكلاهما ضعيف جدا.

(3) رواه ابن ماجه (517) . قال البوصيري في (( زوائد ابن ماجه ) ) (2/ 72) : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وقال الألباني في (( ضعيف سنن ابن ماجه ) ): ضعيف والمحفوظ في هذا الحديث سبعين عاما، وقال الوادعي في (( الصحيح المسند ) ) (787) : جيد.

(4) رواه الطبراني في (( المعجم الأوسط ) ) (5/ 159) (4938) ، وأبو نعيم في (( حلية الأولياء ) ) (3/ 307) . قال الهيثمي في (( مجمع الزوائد ) ) (8/ 151) : فيه الربيع بن بدر وهو متروك.

(5) رواه أبو داود (3664) ، وابن ماجه (206) ، وأحمد (2/ 338) (8438) ، والحاكم (1/ 160) . والحديث سكت عنه أبو داود، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح سنده ثقات على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وصحح إسناده النووي في (( المجموع ) ) (1/ 23) .

(6) (( حادي الأرواح ) ) (ص: 229) .

(7) (( حادي الأرواح ) ) (ص: 231) .

(8) رواه أبو نعيم في (( صفة الجنة ) ) (20) .

(9) رواه البخاري (533 - 534) ، من حديث أبي هريرة وابن عمر. ومسلم (615) ، (617) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام